جرى الإعلان رسميًا عن تغيير اسم منظمة أوابك إلى المنظمة العربية للطاقة، وذلك خلال اجتماع للمجلس الوزاري لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول، الذي اعتمد قبل قليل إعادة هيكلة المنظمة، لتخرج إلى العالم في ثوب جديد.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد اجتمع مجلس وزراء المنظمة، اليوم الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول (2024)، لاعتماد إعادة هيكلة أوابك، وتغيير اسمها.
ومن المقرر أن تتوسع المنظمة العربية للطاقة، في ثوبها الجديد، لتشمل جميع مصادر الطاقة في الدول العربية والعالم كذلك، بعدما كان تأسيسها قبل سنوات طويلة، الهدف منه جمع الدول العربية المصدرة للنفط تحت راية واحدة.
وبموجب الاتفاقات الداخلية بين مجلس وزراء المنظمة، فإن المهندس جمال بن عيسى اللوغاني، قد تقرّر اختياره ليكون أول أمين عام يتولى مسؤولية إدارة المنظمة العربية للطاقة، ليواصل دوره في قيادة المنظمة، التي شهدت توسعًا في مجالاتها المختلفة مؤخرًا في عهده.
تغيير اسم منظمة أوابك
جرى تغيير اسم منظمة أوابك خلال الاجتماع الوزاري الـ113 لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، إذ وقّعت الدول الأعضاء في المنظمة على قرار إعادة هيكلتها، وإعادة صياغة اتفاقية إنشائها، وتطوير أعمالها، وتغيير اسمها إلى "المنظمة العربية للطاقة (AEO)".
ويُعطي هذا القرار الضوء الأخضر للأمانة العامة للمنظمة لمواصلة جهود تطوير نشاطات المنظمة وأعمالها، بعد إقرار المرحلة الأولى من المشروع، التي تضمنت التعديلات المقترحة على اتفاقية إنشاء المنظمة، علمًا بأن التعديلات الجوهرية المقترحة على الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ فور الانتهاء من اعتمادها حسب الإجراءات النظامية لكل دولةٍ من الدول الأعضاء.
وأوضحت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، أن قرار إعادة هيكلة المنظمة، وإعادة صياغة اتفاقية إنشائها، وتطوير أعمالها، وتغيير اسمها، تم بناءً على اقتراحٍ تقدمت به المملكة العربية السعودية.
كما وجهّت الأمانة العامة للمنظمة شكرها وتقديرها لدولة الكويت؛ دولة المقرّ، ودولة قطر؛ دولة الرئاسة في الدورة الحالية، لما وفّرتاه من دعمٍ ومساندة لإنجاح قيام الأمانة العامة بمسؤولياتها.
وأشارت الأمانة العامة إلى أن تنفيذ قرار تغيير اسم منظمة أوابك تطلّب إجراء دراسة دقيقة، وتقييم شامل، للتطورات والتحديات، التي شهدها قطاع الطاقة، على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، خاصةً خلال السنوات القريبة الماضية.
إذ فرضت التحولات المتسارعة، التي شهدها ويشهدها قطاع الطاقة، مراجعة وتطوير نشاطات وأهداف المنظمة لتشمل جميع المجالات المندرجة ضمن قطاع الطاقة والمتعلقة به، بهدف تعزيز دور المنظمة كمحفّزٍ للتعاون وتبادل الخبرات، بين الدول الأعضاء، فيما يتعلق بشؤون الطاقة وقضاياها، وبحث الفرص، ومواجهة التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي، والإسهام في بناء الكفاءات والقدرات الوطنية للدول الأعضاء في قطاعٍ يُشكل ركيزةً أساسية لاقتصادات هذه الدول.
وأكّدت الأمانة العامة للمنظمة أنها ستعمل جاهدة لإنجاز جميع عناصر خطة تطوير المنظمة في القريب العاجل، مُثمِّنةً، في ذلك، الدعم الذي تجده من الدول الأعضاء في المنظمة، مُمثلةً في أصحاب السمو والمعالي وزراء الطاقة والنفط، وأصحاب السعادة أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة.
اجتماع مجلس وزراء أوابك رقم 113
قال المهندس جمال بن عيسى اللوغاني، إن اجتماع مجلس وزراء أوابك رقم 113، ناقش عددًا من التوصيات ومشروعات القرارات التي سبق رفعها من اجتماع جرى أمس السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، للمكتب التنفيذي لمنظمة أوابك، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت المهندس جمال اللوغاني، الذي جرى اختياره في منصب أول أمناء المنظمة العربية للطاقة، إلى أن القرارات المرتقبة على جانب كبير من الأهمية، وبعضها سيكون تاريخيًا، ويهم المنظمة وتطورها ومستقبلها.
يشار إلى أن شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024 شهد انعقادًا مهمًا لمجلس "أوابك" الوزاري، برئاسة قطر، إذ ناقش المجتمعون عددًا من البنود، في مقدّمتها مشروع الموازنة التقديرية للمنظمة لعام 2025، التي اعتُمِدَت بعد مناقشة مستفيضة.
كما شهد الاجتماع تطوير أعمال منظمة أوابك، في إطار دراسة إعادة الهيكلة والتطوير، ضمن خطط استهدفت تحويلها إلى "المنظمة العربية للطاقة"، التي تكون مهتمة بجميع مصادر الطاقة، وليس بقطاع النفط والغاز فحسب.
وسبق أن صرّح اللوغاني بأن إعادة الهيكلة وتحويل أوابك إلى "المنظمة العربية للطاقة" يأتي في إطار حرص الدول أعضاء المنظمة على جعلها مهتمة بجميع مصادر الطاقة في الدول العربية دون أيّ استثناء، بجانب متابعة جميع القضايا المستجدة المتعلقة بصناعة الطاقة.
يشار إلى أن جهود تطوير المنظمة العربية كانت قد بدأت في مارس/آذار الماضي 2024، من خلال تكثيف الجهود، بالتعاون مع الشركة الاستشارية المكلفة بمشروع التطوير، لاستكمال الدراسة وإعداد تصورات كاملة للرؤية الجديدة والرسالة والأهداف الإستراتيجية للمنظمة في المستقبل.
ما هي المنظمة العربية للطاقة؟
تتطلب الإجابة عن سؤال: ما هي المنظمة العربية للطاقة؟ عودة إلى المعلومات الخاصة بمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، التي تتحول حاليًا إلى شكل جديد، إذ إنها منذ البداية منظمة عربية إقليمية بطابع دولي.
وتأسست "أوابك" للمرة الأولى بموجب اتفاقية وُقِّعت في لبنان يوم 9 يناير/كانون الثاني 1968، بين كل من المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا، قبل أن تضم إلى عضويتها -في عام 1970- الجزائر وقطر والإمارات، والبحرين.
وفي 1972، انضمت سوريا والعراق إلى المنظمة، ثم مصر في 1973، بينما التحقت بها تونس في 1982، قبل أن تنسحب منها في 1986، لتتكون المنظمة حاليًا من 11 دولة عربية مصدرة للنفط، وهي السعودية والجزائر والإمارات والبحرين وسوريا والعراق، ومصر وقطر والكويت وليبيا وتونس.
بالإضافة إلى ذلك، تجمع الدول الأعضاء في أوابك "المنظمة العربية للطاقة حاليًا"، مصالح اقتصادية ترتبط بصناعة النفط مباشرة، وهو ما يجعلها من أكثر الكيانات الإقليمية تجانسًا على مستوى العالم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقبل تدشين المنظمة العربية للطاقة، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2024، كانت منظمة أوابك تختصّ بشؤون النفط لأهميته الكبرى وإسهاماته في الدخل الوطني لكل دولة، ولتأثيره في مختلف قراراتها محليًا وقوميًا ودوليًا.
يشار إلى أن المادة الثانية من اتفاقية إنشاء المنظمة كانت قد حددت أهدافها الرئيسة، وهي التعاون بين الدول الأعضاء في جميع أوجه النشاط الاقتصادي المرتبطة بصناعة النفط، بالإضافة إلى تحقيق أوثق العلاقات فيما بينها بهذا المجال.
كما تتضمن الأهداف تحديد طرق ووسائل المحافظة على مصالح أعضاء المنظمة المشروعة بصناعة النفط، إلى جانب توحيد الجهود لتأمين وصول النفط لأسواق استهلاكه بشروط عادلة، بخلاف توفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمرَين في صناعة النفط لدى الدول الأعضاء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق