أكد الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن مصر جعلت وحدة سوريا واستقرارها أولوية منذ بداية الأزمة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تتابع باهتمام كبير الأحداث في سوريا وتعتبرها أحد أهم أجنحة الأمن القومي العربي.
وشدد «أبو الهول»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، على أن مصر تبنت منذ ثورة يونيو 2013 نهجًا واضحًا يقوم على ضرورة الحفاظ على الدولة القومية السورية والجيش الوطني، مع التأكيد على عدم التدخل المباشر في الشأن السوري، والعمل على مساعدة الدولة السورية بأي شكل من الأشكال.
وأوضح أن هشاشة الوضع السوري تعود إلى وجود أقليات تعرضت للظلم تاريخيًا، مما زاد من خطر التوترات الطائفية، خصوصًا خلال فترة حكم الرئيس بشار الأسد ومن قبله والده، حيث تأسس نظام طائفي بدعم من إيران وحزب الله.
وأكد أن مصر تسعى دائمًا إلى الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها، وإبعاد أي تدخل خارجي عنها، معبّرا عن قلقه من وجود ميلشيات أجنبية مسلحة قد تشتبك مع مكونات الشعب السوري، مشددًا على أن إسرائيل أو أطرافًا أخرى قد تستغل الوضع الطائفي لتشجيع بعض المجموعات العرقية على الانفصال أو المطالبة بالاستقلال.
وأشار إلى أن مصر تحاول الحفاظ على التوازن الهش الحالي في سوريا للحيلولة دون أي تصعيد إضافي.
في نفس السياق أكد رئيس الوزراء العراقي على أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي في سوريا ومساعدة السوريين على تخطي هذه المرحلة الصعبة، وذلك وفقا لنبأ عاجل أفادت به القاهرة الإخبارية.
قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي بالأهرام، إن إسرائيل تعيش حاليًا في حالة نشوة بسبب الأحداث الجارية في سوريا، إذ تعتبر نفسها المستفيد الأكبر من هذه الأزمة، فقد تمكنت من توسيع دائرة احتلالها، وتدمير القدرات العسكرية للدولة السورية.
وأضاف "عبدالفتاح"، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تزعم أنها تخشى من اليوم التالي لنظام الأسد، ومن البديل الذي قد يحل محله، وتصف تحركاتها بأنها إجراءات مرحلية ووقائية، للأسف، تتماشى الإدارة الأمريكية مع هذا الطرح، وتتبنى الرؤية الإسرائيلية.
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي
ووصف الدكتور عبدالفتاح تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشأن اعتماد إسرائيل على نفسها لحماية أمنها بأنها "ترهات"، مؤكدًا أن مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه يحارب على ثماني جبهات وينتصر غير دقيقة، فلا توجد حرب نظامية بين الجيش الإسرائيلي وجيش نظامي آخر، بل تنفذ إسرائيل عمليات عسكرية ضد دول تعاني من أزمات داخلية ولا تمتلك جيوشًا نظامية قادرة على المواجهة.
تعزيز صورة أسطورية لقدراتها العسكرية
وأضاف الدكتور أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز صورة أسطورية لقدراتها العسكرية من خلال خطاب الهيمنة، ومع ذلك، فإن هذه الصورة لا تقنع أحدًا، حيث تعتمد إسرائيل على استغلال الأوضاع السياسية والاستراتيجية المضطربة في دول الجوار، بمساعدة أمريكية، لتحقيق اختراقات تهدف إلى تغيير موازين القوى.
واختتم عبدالفتاح حديثه بالتأكيد على أن هذه الاستراتيجية لن تعود بالنفع على إسرائيل، بل ستؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على المنطقة والعالم بأسره.
0 تعليق