د. عاصم حجازي يكتب: التعليم وبناء الوعي

كشكول 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا شك أن الوعي يعد من أهم ركائز القوة في العصر الحالي، حيث أصبحت الحروب النفسية والثقافية والفكرية من أبرز أدوات الصراع التي تميز هذا العصر، وقد ازدادت فعالية هذه الأنواع من الحروب بعد الانتشار الواسع للقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام. غير أن هذا الانتشار ليس العنصر الحاسم في فعالية هذا النوع من الحروب، بل العنصر الحاسم فعلًا هو مستوى وعي المتلقي.

ويعول على وعي الشعب في فهم التهديدات التي تحيط بالدولة، وتوقع نتائج الجهود التي تُبذل من أجل التنمية، وهو ما ينعكس على استقرار الأوضاع وتماسك المجتمع.

لكن هل يقوم نظامنا التعليمي بما ينبغي عليه من أجل تنمية الوعي؟
هناك العديد من النقاط التي يجب مناقشتها للإجابة على هذا السؤال.

مادة التربية الوطنية: ينبغي أن تكون هذه المادة جزءًا أساسيًا منذ اليوم الأول للطالب في المدرسة، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال، مع مناهج مناسبة تتناسب مع كل مرحلة. كما يجب أن تتضمن هذه المادة، بالإضافة إلى الشخصيات والمواقف التاريخية، عرضًا للموقع الجغرافي، والتهديدات المحيطة بالوطن، وفرص النمو والازدهار. 

يجب أن تتطرق أيضًا لأهم المؤسسات الموجودة في الدولة حتى يتولد لدى الطلاب التقدير لهذه المؤسسات والارتباط بها. واقترح أن تتولى إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة الإشراف الكامل على هذا المقرر.

مقررات مهارات التفكير: النقطة الأخرى تتعلق بمقترح قمت بطرحه مسبقًا، وهو تدريس مقرر عن مهارات التفكير النقدي في المرحلة الإعدادية، وآخر عن مهارات التفكير الابتكاري في المرحلة الثانوية. ولا يخفى ما لهذه المقررات من أهمية بالغة في تشكيل وعي الطلاب.

المواطنة الرقمية: من الضروري أيضًا تدريب الطلاب على المواطنة الرقمية، مع التركيز على الاستخدام الآمن للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

الأنشطة الثقافية والفنية: يجب أن تحظى الأنشطة الثقافية والفنية التي تدعم الحفاظ على الهوية الوطنية باهتمام أكبر من قبل وزارة التربية والتعليم.

إن بناء الوعي يعد أمرًا بالغ الأهمية في ظل المخاطر المتعددة التي تلوح في الأفق في الوقت الحالي. وهو الضمانة الحقيقية لالتفاف المواطنين حول قيادتهم والعمل معًا من أجل مصلحة الوطن، ومواجهة التحديات التي يواجهها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق