في اليوم العالمي لذوي الإعاقة، نلقي الضوء على قصة مُلهمة تُجسد الانتصار على التحديات، حيث استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء،  قصة الفنان التشكيلي الدكتور رضا فضل، الذي وُلد مبتور اليدين؛ ولكنه أثبت أن العزيمة والإبداع لا يعرفان المستحيل.

البداية من التحدي

رضا فضل، الذي واجه منذ ولادته تحديًا جسديًا كبيرًا، لم يسمح لهذا العائق أن يقف في طريق أحلامه. منذ طفولته، شُغف بالرسم، لكنه لم يمتلك سوى فمه وقدميه كأدوات للتعبير عن هذا الشغف. بدأ بمحاولات بسيطة، مستعينًا بدعم أسرته ومحيطه، ليتحول هذا التحدي إلى رحلة إبداعية مبهرة.

الإصرار على الحلم

بالرغم من نظرات المجتمع المشفقة أحيانًا أو المشككة في قدراته، كان رضا مصرًا على تحقيق حلمه في أن يكون فنانًا. التحق بكلية الفنون الجميلة، وبتفانيه ومثابرته، لم يكتفِ بتعلم الرسم والتصوير بل تفوق فيهما، حتى حصل على درجة الدكتوراه وأصبح أستاذًا في الرسم والتصوير بإحدى الجامعات المصرية.

الرسم بالفم والقدم

يستخدم رضا فمه وقدميه للإمساك بالفرشاة، ويحول القماش الأبيض إلى لوحات تنبض بالحياة والألوان. يعبر في أعماله عن قضايا إنسانية ووطنية، ويرسل من خلال فنه رسالة قوية مفادها أن الإرادة تتغلب على أي عقبة. يقول رضا: "الإبداع لا يحتاج يدين، بل يحتاج قلبًا مؤمنًا وعقلاً شغوفًا."

اليوم العالمي لذوي الإعاقة

يتزامن عرض قصة رضا مع الاحتفاء باليوم العالمي لذوي الإعاقة. هذا اليوم يهدف إلى تعزيز حقوق ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع. وقصة رضا فضل تُعد مثالًا حيًا على قوة الإرادة التي تُلهم الملايين حول العالم.

ويروي الدكتور رضا تجربته بفخر ويؤكد: "كل إنسان لديه موهبة يستطيع تنميتها مهما كانت التحديات. الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في غياب الإرادة."

قصة رضا فضل ليست مجرد حكاية نجاح فردية، بل هي دعوة للمجتمع لدعم ذوي الإعاقة، وتهيئة البيئة المناسبة لإظهار إمكاناتهم. فهي تذكرنا جميعًا بأن المستحيل مجرد كلمة، إذا وُجدت العزيمة والإصرار.

وفي يومهم العالمي، نحتفي بذوي الإعاقة كأبطال حقيقيين يلهموننا بقصصهم. وقصة الدكتور رضا فضل هي شهادة على أن الأمل والعمل قادران على صُنع المستحيل، ليصبح الحلم حقيقة ملموسة، بريشة فنان وقلب مليء بالإصرار.