تواصل الإمارات، من خلال شركاتها الوطنية، تعزيز أسطول الحفر والناقلات في إطار إستراتيجيتها الرامية إلى تعزيز مكانتها في سوق الطاقة وتلبية احتياجات جميع عملائها.
وفي هذا الإطار، أعلنت شركة الصير مارين للمعدات والتوريدات البحرية تسلّمها ناقلة "سيف" وسفينة أخرى من شركة "كي لبناء السفن" الكورية.
كما استكملت شركة أدنوك للحفر، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تعزيز قدراتها التشغيلية باستقبال منصتي حفر بحريتين جديدتين من نوع المنصات ذاتية الرفع "جاك-أب".
يأتي استلام ناقلتين حديثتين للمشتقات النفطية والكيماويات ومنصات الحفر الحديثة في إطار مساعي الإمارات لرفع إنتاجها من النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2027.
أسطول الصير مارين
تمثل الناقلتان الدفعة الثانية من الأسطول المتطور لصالح شركة الصير مارين الذي بُني حديثًا من قبل الشركة الكورية، ويضم 6 ناقلات متوسطة المدى.
وقد زُودت كلتا الناقلتين بنظام تنقية غازات العادم، وتجهيزهما لاستعمال الوقود البديل قليل الانبعاثات مثل الغاز المسال، أو الوقود الخالي من الانبعاثات مثل الأمونيا والميثانول.
وتؤكد تلك المزايا التزام "الصير مارين" بتكنولوجيا المستقبل، وامتثالها الصارم للوائح والأنظمة البيئية، مع تلبية الطلب المتزايد عالميًا على نقل الكيماويات والمنتجات النفطية النظيفة.
وقد مُوِّلت عملية تسلّم الناقلتين من قبل شركة "بوكوم للتأجير التمويلي"، التابعة لبنك الاتصالات الصيني، بقيمة 80 مليون دولار "40 مليون دولار لكل ناقلة"، في خطوة تعزز شراكتها مع "الصير مارين"، والتي انطلقت في أغسطس/آب 2024 بتمويل ناقلتي "بيتيلجوس" و"بيلاتريكس" بالقيمة نفسها، ليرتفع إجمالي استثمارات "بوكوم للتأجير التمويلي" مع "الصير مارين" إلى 160 مليون دولار.
ناقلات المنتجات النفطية والكيماويات
قال الرئيس التنفيذي لشركة الصير مارين للمعدات والتوريدات البحرية جاي نيفينز، إن الشركة تواصل تعزيز استثماراتها الإستراتيجية وتوسيع أسطولها من ناقلات المنتجات النفطية والكيماويات؛ إذ يُعد هذا المجال أحد أكثر القطاعات الواعدة في صناعة النقل البحري.
وأضاف أن مضاعفة استثمارات "بوكوم للتأجير التمويلي" تُؤكد الثقة الكبيرة بقدرات أسطول الشركة وفرص النمو الكامنة في أسواق الشحن البحري، إذ تتماشى الخطوة مع رؤية الشركة في الوصول إلى الريادة العالمية لتلبية الطلب المتنامي على الكيماويات والمشتقات النفطية المكررة.
وتبلغ حمولة كل ناقلة نحو 50 ألف طن، ويمكن لكل منهما نقل 6 حمولات مختلفة من النفط والمواد الكيماوية في 6 مستودعات منفصلة تمامًا عن بعضها، ما يرفع من كفاءة التشغيل ويلبي متطلبات عمليات الشحن العالمية بمرونة عالية.
وتمتاز السفينتان بالقدرة على الرسو في مختلف المواني الكبرى حول العالم، بفضل تصميمهما المتقدم وحجمهما المثالي، ويمكنهما الإبحار بكفاءة عبر جميع الممرات المائية الدولية.
وقد تم تأجير الناقلتين بعقد يمتد إلى 5 سنوات مع شركة "ريلاينس للصناعات" بقيمة 42 مليون دولار لكل ناقلة، لتنضمّا إلى ناقلتي "بيتيلجوس" و"بيلاتريكس" المؤجرتين للشركة نفسها سابقًا.
وبعد تسلّم الناقلتين الحديثتين، تتبقى سفينتان فقط ضمن أسطول الناقلات الـ6 التي طُلِبت العام الماضي من شركة "كي لبناء السفن" الكورية، ويتوقع تسلّم الناقلتين الأخيرتين في يناير/كانون الثاني 2025.
وسيسهم تأجير "سيف" والناقلة الأخرى في تعزيز إيرادات الشركة، التي ارتفعت إلى 580 مليون درهم "158 مليون دولار" خلال النصف الأول من عام 2024، ليبلغ إجمالي أصولها 7.5 مليار درهم "2.04 مليار دولار ".
وسيعزز توسيع أسطول الشركة مكانتها باعتبارها لاعبًا رئيسًا في قطاع النقل البحري في الإمارات؛ إذ تجاوزت قيمة استثماراتها الإستراتيجية في مواني أبوظبي، و"أدنوك للإمداد والخدمات" 1.45 مليار درهم "395.1 مليون دولار".
أدنوك للحفر
من جانبها، استكملت شركة أدنوك للحفر، تعزيز قدراتها التشغيلية باستقبال منصتي حفر بحريتين جديدتين من نوع المنصات ذاتية الرفع "جاك-أب"، إذ من المقرر بدء تشغيلهما خلال الربع الأول من العام المقبل 2025 ، ليرتفع بذلك حجم أسطول الشركة إلى 142 منصة حفر، مما يرسخ مكانتها بين كبرى شركات الحفر العالمية.
وعكست إضافة المنصتين الجديدتين نجاح إستراتيجية أدنوك للحفر في إدارة عملياتها خلال العام الجاري، فيما أكد تقرير تحليلي صادر عن" جي بي مورغان" أن أداء الشركة منذ طرحها للاكتتاب العام يتميز بالجودة العالية والأداء المستقر والمتوازن خلال مختلف دورات السوق، مع نجاح مستمر في تجاوز التوقعات والمستهدفات.
وحققت أدنوك للحفر أيضًا تقدمًا ملحوظًا في مشروعيها المشتركين خلال العام 2024، إذ نجحت "إنرسول" في إتمام استحواذات إستراتيجية على أربع شركات متخصصة في تقنيات خدمات حقول النفط، بينما حققت "تيرنويل" إنجازاً نوعياً بتسجيل وقت قياسي في إنجاز عمليات الحفر الأولي مما يدعم جهود تطوير موارد الطاقة غير التقليدية في الدولة.
وتتطلع أدنوك للحفر إلى مواصلة زخم نموها خلال 2025، خاصة بعد رفع توقعاتها المالية للمرة الثانية هذا العام عقب نتائج الربع الثالث القوية، إذ تتجه الشركة نحو تحقيق أداء قياسي خلال الربع الرابع مدعوماً بمؤشرات نمو إيجابية تشير إلى تحقيق معدل نمو متوسط أحادي الرقم على الأقل مع استمرار توسيع نطاق عملياتها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق