خالفت حملة حفر حديثة توقعات 4 من كبريات شركات الطاقة في النرويج، بعد أن أثبتت النتائج التي طال انتظارها جفاف بئرين استكشافيتين.
وجاء في بيان صحفي -حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن الحملة كانت الأولى داخل رخصة التنقيب رقم 1182 التي فازت بها شركة إكوينور خلال العام الماضي (2023)، وتستمر حتى 2029.
وإكوينور هي المشغّلة لرخصة التنقيب والإنتاج بنسبة 40% من الأسهم، علاوة على شركة فار إنرجي (Vaar Energi) وسفال إنرجي (Sval Energi) وآكر بي بي (Aker BP)، بنسبة 20% لكل منها.
وتلك هي المرة الثانية في ديسمبر/كانون الأول (2024) التي تسجل فيها إكوينور وجود آبار جافة داخل بحر الشمال، كما حققت اكتشاف نفط وغاز خلال الشهر نفسه، لكن بأحجام صغيرة وغير تجارية.
حملة حفر في بحر الشمال
استُعملت في أحدث حملة حفر في النرويج قبالة سواحل البلاد منصة الحفر شبه الغاطسة ديب سي ستافانغر (Deepsea Stavanger) التابعة لشركة مقاولات الحفر "أودفيل دريلينغ" (Odfjell Drilling).
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، استعملت إكوينور وشركاؤها في الرقم رقم 90 المنصة ذاتها بحفر بئرين في بحر الشمال، حيث حققت اكتشافًا نفطيًا في أغسطس/آب (2023).
ووصل العمق العمودي للحفر في البئر الأولى (35/10-14 إس) (35/10-14 S) إلى 4 آلاف و275 مترًا تحت سطح الماء، أمّا طول مسار الحفر، فقد بلغ 4 آلاف و925 مترًا، وانتهى عند تكوين "جوهانسن" (Johansen).
وفي البئر الثانية "35/10-14 إيه" (35/10-14 A)، بلغ العمق العمودي لأعمال الحفر 4 آلاف و275 مترًا، بينما وصل طول مسار الحفر إلى 4 آلاف و710 أمتار، وانتهى بتكوين رانوش (Rannoch) في صخور العصر الجوراسي الوسيط.
كان الهدف الرئيس لأعمال التنقيب إثبات وجود النفط في صخور خزان يعود إلى العصرين الجوراسيين المبكر والوسيط داخل منطقتي كفيرنبت (Kvernbit) وميمونغ سير (ميمونغ سير) الواعدتين.
أمّا الهدف الثانوي، فكان إثبات وجود النفط في تكوين كوك (Cook) داخل صخور خزان يرجع إلى العصر الجوراسي المتأخر.
وبالنسبة للبئر الأولى، سجّلت أعمال الحفر اكتشاف خزان ذي صخور رملية بسُمك أكثر من 80 مترًا يعود إلى العصر الجوراسي المبكر، ولكن بسمات جودة ضعيفة.
أمّا في البئر الثانية (35/10-14 إيه)، فقد لامست أعمال الحفر تكوينات تاربرت ونيس وإتيف ورانوش بإجمالي سُمك 163 مترًا، كان منها 63 مترًا من طبقات الصخور الرملية ذات جودة خزان ضعيفة.
وبناءً على تلك النتائج المخيّبة للتوقعات، قرّر القائمون على حملة الحفر جمع البيانات من البئرين مع أخذ عينات من الثانية.
إكوينور في صدمة
لا تمثّل نتائج أحدث حملة حفر في برنامج شركة إكوينور الصدمة الوحيدة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري (2023).
ففي اليوم الثالث من الشهر، لم تعثر الشركة النرويجية المملوكة للدولة سوى على آبار جافة لا تحمل نفطًا أو غازًا خلال حملة حفر استهدفت بئرًا استكشافية قبالة سواحل النرويج أيضًا.
واستهدفت أعمال التنقيب باستعمال منصة الحفر "إنكريدج" التابعة لشركة ترانس أوشن (Transocean Encourage) حفر البئر رقم "6608/10-آر-2 اتش" (6608/10-R-2 H)، التي تبعد 15 كيلومترًا فقط إلى الشمال الشرقي من حقل نورن(Norne) في الجرف القاري النرويجي.
وبعد أن أثبتت نتائج الحملة أن البئر جافة، تقرَّر سدُّها وتركها بعد الحفر بطول 30 مترًا داخل تكوين إيلي، ومسار حفر بلغ 3 آلاف و812 مترًا تحت سطح البحر.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إكوينور اكتشاف نفط وغاز في بحر الشمال، ولكن بكميات صغيرة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن احتياطيات النفط والغاز داخل الاكتشاف المُسمى "رينغاند" (Ringand) تتراوح بين 2 و12 مليون برميل من مكافئ النفط، أو بما يعادل 0.3 و2 مليون متر مكعب.
وعزّز وجود موقع الاكتشاف بالقرب من حقل غاز ترول العملاق (Troll) من التوقعات بوجود موارد نفط وغاز ضخمة، لكن إكوينور قالت، إنه اكتشاف صغير، ولن يكون من المجدي تجاريًا تطويره منفردًا.
بدوره، كشف نائب رئيس إكوينور لأعمال التنقيب والإنتاج في غرب الجرف القاري النرويجي غير سورتفيت خططًا لإطلاق المزيد من أعمال الحفر باستعمال البنى الأساسية القائمة بالمنطقة المثيرة للاهتمام، على حدّ قوله.
وفي حالة تحقيق المزيد من الاكتشافات، سيكون من الأجدر دمجها للتطوير، لضمان حسن استعمال الموارد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- نتائج حملة حفر إكوينور من المديرية البحرية النرويجية
2- اكتشاف نفط وغاز بكميات غير تجارية من إكوينور
0 تعليق