توافقت الفصائل السورية المسلحة اليوم الثلاثاء، في اجتماعها مع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، على تفكيك قواتها ووحداتها ودمجها بشكل كلي لوزارة الدفاع السورية في الحكومة الجديدة على أن يشرف الجيش السوري على جميع الجماعات المسلحة سابقًا.
إعادة هيكلة وزارة الدفاع السورية: دمج الفصائل المتمردة
وأشار رئيس الوزراء السوري الجديد، محمد البشير، الأسبوع الماضي إلى أن الوزارة ستخضع لإعادة هيكلة كبيرة، تتضمن دمج الفصائل المتمردة السابقة والضباط المنشقين عن جيش بشار الأسد وسيتولى الشرع مهمة صعبة تتمثل في التعامل مع التنسيق بين هذه الفصائل وضمان عدم حدوث صدامات بينها، وسط التحديات الأمنية والضغوط الداخلية.
مهمة صعبة: تجنب صدامات بين الفصائل المنضمة
من المؤكد أن مهمة أحمد الشرع شاقة، كما تذكر "رويترز"، إذ يتعين عليه تجنب الصدامات المحتملة بين الفصائل المختلفة التي تم دمجها في إطار الجيش الوطني السوري. بينما تتزايد التوقعات حول إمكانية تفاقم هذه الأزمة بعد انتهاء العمليات العسكرية.
دروس مستفادة من تجارب دمج الفصائل في السودان والعراق
فيما يتعلق بتجارب سابقة لدمج الفصائل المسلحة مع الجيش في دول أخرى، سنشير إلى تجارب السودان والعراق باعتبارها أمثلة على الفشل والتحديات التي قد تواجهها سوريا في هذا الصدد.
دمج الفصائل في السودان: نزاع على النفوذ وأزمة إنسانية
في السودان، بدأ النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 على خلفية محاولات دمج الأخيرة في صفوف الجيش.
فشلت محاولات الدمج هذه بسبب صراعات نفوذ معقدة، مما أسفر عن مواجهات دامية وخلق أزمة إنسانية مع نزوح جماعي للسكان.
بينما كانت ميليشيا الدعم السريع تتمتع بقوة اقتصادية وسياسية، فقد كانت عملية دمجها في الجيش السوداني مصدرًا كبيرًا للصراع العسكري الداخلي.
تجربة العراق في دمج الميليشيات: صراع سياسي يعيق الحلول
أما في العراق، فقد شهدت البلاد محاولات عدة لدمج الميليشيات المسلحة في القوات الأمنية الرسمية، وذلك بعد انتهاء فترة الصراع الطائفي بين عامي 2008 و2012.
كانت وزارة المصالحة الوطنية قد بدأت بمشروع دمج الميليشيات ضمن الأجهزة الأمنية الرسمية، لكن فشلت هذه المحاولات بسبب النزاعات السياسية التي كانت تهيمن على المشهد العراقي في تلك الفترة.
كان الدمج في كثير من الأحيان مجرد مناورة سياسية لتعزيز النفوذ، وليس من أجل تقوية الدولة العراقية.
وقد أفضى ذلك إلى تشكيل ميليشيات جديدة بدلًا من دمج الميليشيات السابقة في الدولة، ما ساهم في استمرار الصراع والولاءات المتغيرة دون أي حل جذري.
تحديات الدمج في سوريا وعواقب محتملة
إن محاولة دمج الفصائل المسلحة في سوريا تحت إشراف وزارة الدفاع هي خطوة مثيرة للجدل، في وقت تشهد فيه البلاد تحديات كبيرة على الأصعدة السياسية والعسكرية. بالنظر إلى التجارب السابقة في السودان والعراق، يجب أن تتوخى القيادة السورية الحذر لضمان نجاح عملية الدمج وتجنب الأزمات المترتبة على صراعات النفوذ بين الفصائل.
0 تعليق