اقرأ في هذا المقال
- صناعة النفط والغاز قد تسهم في تسريع تطوير الطاقة الحرارية الأرضية
- تطبيق ممارسات النفط والغاز قد يحدّ من تكاليف مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية
- يمكن لشركات النفط والغاز أن تنوّع استثماراتها في الطاقة الحرارية الأرضية
- الطاقة الحرارية الأرضية قد تلبي 15% من نمو الطلب على الكهرباء
تتمتع مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية بإمكانات هائلة لتلبية احتياجات الطاقة العالمية في المستقبل، وسط توقعات بأن تلبي قرابة 15% من نمو الطلب العالمي على الكهرباء بحلول عام 2050.
ورغم ذلك، فإن تعزيز دور هذه التقنية في مزيج الطاقة يفرض تحديات كبيرة، ويشمل ذلك ارتفاع التكاليف والعقبات الفنّية في الحفر.
وللتغلب على هذه التحديات، يمكن لصناعة النفط والغاز، بخبرتها الواسعة وتقنياتها المتقدمة، أن تؤدي دورًا محوريًا في تسريع تطوير الطاقة الحرارية الأرضية.
فقد أشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن الطاقة الحرارية الجوفية يمكن أن تصبح مسهِمًا رئيسًا في تلبية احتياجات العالم من خلال تعزيز الشراكة مع قطاع النفط والغاز.
الاستفادة من خبرة صناعة النفط والغاز
بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية، تشغّل شركات النفط والغاز 15% فقط من سعة الطاقة الحرارية الأرضية العالمية.
على سبيل المثال، تمتلك كل من شركة "بيرتامينا جيوثيرمال" وستار إنيرجي وشيفرون أكثر من 200 ميغاواط من الطاقة الحرارية في إندونيسيا، بينما تعمل شركة "أو إم في" النمساوية على تطوير مشروع "أسبيرن" للطاقة الحرارية بقدرة 20 ميغاواط.
كما يشارك مزوّدو خدمات النفط والغاز في عمليات تطوير مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية، بداية من الحفر إلى الدراسات المعملية وإنتاج المعدّات المتخصصة.
ونتيجة لذلك، قد يستفيد القطاع من الخبرات والموارد المطورة داخل صناعة النفط والغاز، لعدّة أسباب، أهمها:
- الخبرة في التعامل مع السوائل والغازات
- الموارد المالية الضخمة
- قدرات البحث والتطوير
- الخبرة الفنية في تنفيذ مشروعات ضخمة باهظة
- حلول التكسير المائي والحفر الأفقي ضرورية لتقنيات الطاقة الحرارية الأرضية من الجيل التالي
يرصد الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، أكثر 10 دول تطويرًا لقدرة الطاقة الحرارية الأرضية:
وحاليًا، يتمتع العديد من المتخصصين في الطاقة الحرارية الأرضية بخلفيات في صناعة النفط والغاز وخبرة تتوافق في تطوير هذا المصدر، مثل تقييم باطن الأرض والحفر، وسط توقعات بانتقال المزيد من العمالة خلال السنوات المقبلة.
وبعيدًا عن الحفر والتشغيل، فإن ممارسات إدارة الصحة والسلامة والبيئة الصارمة لصناعة النفط والغاز تعدّ ذات قيمة لمشروعات الطاقة الحرارية.
وتُقدِّر وكالة الطاقة أن أكثر من 75% من الاستثمارات اللازمة لتقنيات الطاقة الحرارية الأرضية من الجيل التالي سترتبط ارتباطًا وثيقًا بمهارات صناعة النفط والغاز وخبراتها.
ويمكن للتعاون بين القطاعين أن يساعد في الآتي:
- تعزيز إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية
- خفض التكاليف
- تنويع محافظ قطاع النفط والغاز
- تحوّط قطاع النفط والغاز ضد الانخفاض المحتمل في الطلب على الوقود الأحفوري
خفض تكاليف الطاقة الحرارية الأرضية
أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أنه من خلال تطبيق تقنيات النفط والغاز، يمكن لمشروعات الطاقة الحرارية الأرضية الحدّ من التكاليف.
وسلّط الضوء على سيناريوهين مختلفين لتقدير إمكان خفض التكاليف من خلال نقل المعرفة والخبرة:
- يتضمن السيناريو الأول التطبيق الكامل لممارسات صناعة النفط والغاز عبر مراحل متعددة من تطوير هذه المشروعات.
- السيناريو الثاني ينطوي على نقل محدود لممارسات النفط والغاز والخبرة.
وكشف التقرير أن التطبيق الكامل يمكن أن يحدّ من تكاليف أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية التقليدية بنسبة تصل إلى 50%، في حين قد تشهد أنظمة الجيل التالي تخفيضات قد تصل إلى 80%، ما يمهّد الطريق لحلول أكثر تنافسًا وقابلية للتطوير في المستقبل.
تحديات وفرص
تواجه مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية، الممولة عادةً من خلال مزيج من الأسهم والديون والمنح الحكومية والحوافز الضريبية، تحديات تمويلية.
وترجع هذه التحديات إلى المخاطر المتعلقة بالاستكشاف في المراحل المبكرة والطبيعة المتخصصة للمشروعات، ما يجعل من الصعب تأمين تمويل بالاقتراض.
لذلك، غالبًا ما تعتمد المشروعات الناجحة على تمويل المشروعات عبر تأمين القروض مقابل التدفقات النقدية المستقبلية، بدلًا من موازنة المطور.
ويعتمد هذا النموذج على تدفقات إيرادات ثابتة، التي عادةً ما تكون مضمونة باتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل الموقّعة مع المشترين.
ولتخفيف هذه التحديات، أصبحت المشروعات المشتركة بين شركات النفط والغاز ومطوري الطاقة الحرارية الأرضية خيارًا شائعًا، حيث تسمح بتقاسم المخاطر المالية مع تزويد هذه الشركات بفرصة للإسهام بالخبرة الفنية ومعدّات الحفر وجزء من التمويل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لشركات النفط والغاز تمويل المشروعات مباشرة من خلال الاستثمارات في الأسهم، بما في ذلك رأس المال المخصص للطاقة المتجددة أو منخفضة الكربون.
ويوفر هذا التنوع في الطاقة الحرارية الأرضية لشركات النفط والغاز فرصة النمو على المدى الطويل في مجال الطاقة النظيفة، مع التحوط ضد تقلّب أسعار النفط والغاز.
ومع ذلك، هناك اختلافات كبيرة بين مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية والنفط والغاز، وخاصة من حيث العائدات المتوقعة.
فمشروعات النفط والغاز تتّسم بعائداتها المرتفعة والمتقلبة، في حين تُقدِّم مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية عادةً تدفقات نقدية أقل، ولكنها أكثر استقرارًا مع أوقات سداد أطول.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة، قد تساعد مواءمة مصالح المستثمرين في قطاع النفط والغاز والمهتمين بالطاقة الحرارية الأرضية في زيادة الشراكات المالية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق