بعد سنتين من التألق في المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية، يستعد فيلم “أبي لم يمت” للمخرج المغربي عادل الفاضيلي للانطلاق في عرضه الجماهيري بالقاعات السينمائية المغربية والمنافسة فيها، وذلك بعدما نال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء ليدخل ضمن أبرز الأعمال السينمائية التي ظهرت في السنوات الأخيرة.

وعلى مدار العامين الماضيين، جاب “أبي لم يمت” العديد من المهرجانات السينمائية المرموقة، حيث لفت الانتباه بجودته العالية ورؤيته الفنية المميزة، وهو ما ساعده على اكتساب شهرة واسعة داخل وخارج المغرب، خاصة أنه تمكن من إثارة النقاش حول القضايا الإنسانية والاجتماعية التي يعالجها.

وحسم الفاضيلي في موعد طرح شريطه الطويل، إذ أكد أنه سيدخل القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من شهر يناير القادم، وهو العمل الذي ينتظر أن يكون نقطة فارقة في مسيرة مخرجه الفنية، كما سيكون إضافة مهمة للسينما المغربية.

ويسلط فيلم “أبي لم يمت”، حسب مخرجه، الضوء على فترة سوداء من تاريخ المغرب، ويتعلق الأمر بسنوات الرصاص التي راح ضحيتها أناس أبرياء لا علاقة لهم بالسياسة، وذلك في قالب مؤثر يحكي عن قصص هذه الفئة من المجتمع التي لم تتم الإشارة إليها في أعمال سينمائية سابقة تطرقت لهذه الفترة الزمنية.

وكشف عادل الفاضيلي، في حوار سابق مع هسبريس، أن والده الراحل عزيز الفاضلي الذي شارك في الفيلم أيضا ساعده كثيرا وراء الكواليس، لكن في موقع التصوير كان ممثلا أمام مخرج، وليس أبا أمام ابنه، وكان معه إنسانا احترافيا يندمج مع الوضع، موردا: “كانت هذه ساحته التي يبدع فيها بطريقته الخاصة الفريدة، وقد شاهد الشريط قبل وفاته وأعجبه وكان فخورا به كثيرا”.

وعن الإشادة الواسعة التي تلقاها من النقاد بعد مشاهدة فيلمه في عدة تظاهرات وطنية، عبر الفاضيلي عن فرحته البالغة بذلك، مبرزا أنه بعد تعب طويل وصعوبات كان رفقة فريق العمل من ممثلين وتقنيين مؤمنين بالرؤية ذاتها، وحاولوا تجاوز العقبات من أجل الوصول إلى هذا العمل، فيما رد فعل الجمهور وكل من شاهد الفيلم جعلهم ينسون كل ما مروا به من صعوبات.

يشار إلى أن “أبي لم يمت” يعرف مشاركة كل من عمر لطفي، نادية كوندا، عبد النبي البنيوي، فاطمة عاطف، الرابور دون بيغ، وآخرين. وقد استطاع الظفر بتتويجات مهمة خلال عرضه الأول بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إضافة إلى نيله جائزة أحسن إخراج خلال الدورة 24 من مهرجان روتردام للسينما.