حذر تقرير حديث من أن مراكز البيانات اللازمة لدعم صناعة الذكاء الاصطناعي قد تحمل تكاليف بيئية وصحية باهظة، حيث قد يؤدي التلوث الهوائي الناتج عنها إلى وفاة 1300 شخص مبكرًا سنويًا في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.

وأوضح آدم ويرمان، مدير قسم علوم المعلومات والتكنولوجيا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech)، أن الاهتمام يتركز غالبًا على قياسات مثل انبعاثات الكربون واستهلاك المياه، لكن التأثير المباشر على المجتمعات المحلية التي تستضيف مراكز البيانات غالبًا ما يُغفل.

تكلفة بيئية متزايدة

يحتاج تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى كميات هائلة من الكهرباء، معظمها يُنتج باستخدام الوقود الأحفوري الذي يسبب انبعاثات غازات الدفيئة، والتي تسهم في تغير المناخ وتزيد من مخاطر الأمراض التنفسية والسرطانات. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2021 أن التلوث الهوائي الناتج عن الوقود الأحفوري يتسبب في وفاة واحد من كل خمسة أشخاص حول العالم.

وفقًا لتقديرات وزارة الطاقة الأمريكية، قد يتضاعف استهلاك الطاقة في مراكز البيانات أو يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2028، مما يؤدي إلى تفاقم الانبعاثات. وفي العام الماضي، أنتجت مراكز البيانات ما لا يقل عن 106 ملايين طن متري من الانبعاثات، وهو ما يعادل تقريبًا انبعاثات قطاع الطيران التجاري المحلي.

تلوث الهواء وتأثيره على المجتمعات

وأشار التقرير إلى أن المجتمعات منخفضة الدخل ستكون الأكثر تأثرًا بالتلوث الهوائي الناتج عن مراكز البيانات، رغم أن التلوث يمكن أن ينتقل عبر حدود الولايات. كما أن التكاليف الصحية الناجمة عن هذه المراكز قد تتجاوز ما تدفعه شركات التقنية مقابل الكهرباء، حيث تقدر بنحو 20 مليار دولار سنويًا.

شدد الخبراء على ضرورة إلزام شركات التكنولوجيا بالإبلاغ عن التلوث الهوائي الناتج عن عملياتها، وتعويض المجتمعات المتضررة. كما أشار ويرمان إلى أهمية التعرف على التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي وقياسها وتقليلها بشكل عادل لضمان استدامة القطاع.

يأتي هذا التقرير في وقت يدرس فيه البيت الأبيض اتخاذ إجراءات لتسريع بناء مراكز البيانات، وسط دعوات من الديمقراطيين لإعادة النظر في هذا التوجه. وعلى الرغم من أن البيت الأبيض نفى دقة بعض التقارير حول خططه، إلا أن النقاش حول الأثر البيئي والصحي لهذه المراكز يزداد سخونة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | تويتر | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك