وفاة أحمد عدوية، رحل إمبراطور الأغنية الشعبية بعد نصف قرن من التمرد

الجمهور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أحد أهم المحطات في تاريخ الأغنية الشعبية، وأيقونة الغناء الشعبي لأكثر من نصف قرن، والأب الروحي لكل مطربي الغناء الشعبي بمختلف تنوعهم، على مدار كل هذه الحقبة، هو  إمبراطور الأغنية الشعبية أحمد عدوية، الذى وافته المنية منذ قليل، عن عمر يناهز 79 عاما.

ثورة في الغناء الشعبي 

في مطلع السبعينات كانت الأغنية الشعبية حبيسة الشكل الرسمي الذي لم تكن تخرج عن شعرية أو زجليه، حتى جاء نجم الأغنية أحمد عدوية الذي أحدث ثورة حقيقية في بناء الأغنية الشعبية سمح لأن يكون الشارع المصري بألفاظه ومصطلحاته الجديدة شريكا في صناعة الأغنية الشعبية التي باتت تعبر عنه، فأزال عدوية كل الحواجز بين الأغنية ومالكها أي المواطن المصري قاطن المناطق الشعبية، الحرفيين والعمال وأصحاب المهن، لم يكن عدوية مسبوقا في نوعية أغانيه من كلمات وألحان هو الرمز والمعبر الأول عن مرحلة الانفتاح مطلع السبعينات.

خلال غنائه في الأفراح والحفلات جاءته الشهرة في عام 1972 من خلال حفل عيد زواج المطربة شريفة فاضل الذي حضره عدد من الفنانين والصحفيين، وكان موجود في الحفل صاحب إحدى الكازينوهات، وعرض عليه العمل هناك، ثم قام بتسجيل اسطوانتين لشركة (صوت الحب) ومن هنا جاءت شهرته.

من أشهر أغانيه الشعبية: السح الدح امبو، زحمة يا دنيا زحمة، سيب وأنا أسيب، جوز ولا فرد، استعانت به السينما ليغني في الأفلام بسبب شهرته التي كانت استثنائية، ولكن السينما كادت تظلم موهبتته. 

عبد الحليم حافظ يغني لأحمد عدوية

كأغلب المجددين في الموسيقى والفن بشكل عام تعرض أحمد عدوية للنقد اللائع الذي سرعان ما تحول إلى هجوم بسبب كلمات أغانيه ونوعية الألحان، وشريحة جديدة من الجمهور ظهرت على أثر أغانيه، ولكن على النقيض كان عدوية محط إعجاب نجوم الفن، مثل محمد عبد الوهاب حتى أن عبد الحليم حافظ قام بغناء أغنية عدوية الشهيرة (السح ادح انبو).

لم تكن أغنيات عدوية ركيكة أو هزيلة كما اتهمها البعض بل قدمت معالجات لقضايا المجتمع أكثر من غيرها،  مثل أغني (عم يا صاحب الجمال) التي تضمنت جملة (السح الدح انبو) والتي في مغزاها تتحدث عن تحديد النسل، كذلك أغنية (زحمة يا دنيا زحمة) التي تناولت التكدس السكاني، وكانت ثورة في عالم الأغنية وقتها، حتى تحول عدوية إلى رمز لمدينة القاهرة بكل ظواهرها، الأمر الذي جعل المخرج الكبير محمد خان يبني عليها أحداث فيلمه خرج ولم يعد.

كان حسن أبو السعود من المحطات الهامة في مشوار أحمد عدوية، حيث قدم معه أغنية يا بنت السلطان تلك الأغنية الأيقونية التي حققت نجاحا ساحقا، كما كانت سببا في نجاح عدة مطربين أعادوا تقديمها وكانت سبب شهرة لهم مثل راغب علامة بسبب النجاح الذي حققه عدوية بتلك الأغنية..

وتعرض أحمد عدوية لمحاولة اغتيال من أحد الشخصيات باستخدام مادة سامة نجا منها، ولكنها أثرت على صوته وتسببت في ابتعاده عن الغناء لحوالي 10 سنوات كانت دافعا لإثارة الشائعات حوله، ولكن سرعان ما عاد مرة أخرى للظهور الإعلامي بعدة برامج وقنوات.

وكان عدوية متمردا ويبحث عن التجديد حتى آخر أيامه، فبعد التجديد الذي قدمه في الأغنية الشعبية بالسبعينات، عاد وتمرد مجددا ليقدم ألوان جديدة، وعاد للغناء مرة أخرى في عام 2010 بدويتو مع المطرب اللبناني رامي عياش، وقدم أغنية بحب الناس الرايقة، وقدم بعدها عدة أغنيات كان آخرها أغنية "على وضعنا" كلمات أمير شيكو، وتوزيع ديزل، وألحان ديزل وعبدو الصغير، وكان الكليب من إخراج حسام الحسيني، وشاركه في الغناء نجله محمد والفنان محمد رمضان.

رحل الأسطورة أحمد عدوية تاركا إرثا من الأغاني، امتد لنصف قرن من التراث الشعبي والتمرد الفني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق