الفحم في الهند ينتعش رغم زيادة الطاقة المتجددة

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم زيادة مشروعات الطاقة المتجددة، يجد الفحم في الهند ظروفًا مواتية لانتعاشه، واستمرار توسعات استعماله في توليد الكهرباء، لأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بالكثافة السكانية التي تبلغ 1.4 مليار نسمة ومعدلات نموها، إضافة إلى النشاط الاقتصادي.

فقد أعلنت الحكومة مرارًا حاجتها لمزيد من المحطات العاملة بالفحم، لتلبية الطلب المتزايد، في وقت لا تنمو فيه الطاقة المتجددة بخطى معادلة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "رينيو إنرجي" سومانت سينها، إن الحكومة تحتاج إلى ضمان توليد 12-15 غيغاواط من محطات الفحم في الهند سنويًا؛ لأن مشروعات الطاقة المتجددة لا تسير بسرعة كافية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتشهد نيودلهي زيادة في الطلب على الكهرباء بنسبة 7-8% سنويًا، ما يعني أنها تحتاج إلى إضافة 60-70 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويًا، لتغطية الزيادة فقط، وفق سينها، في مؤتمر "كبمغ إنريتش" المنعقد اليوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وتوفر محطات الفحم في الهند أكثر من 70% من احتياجاتها الكهربائية، ورغم خطط الطاقة النظيفة الطموحة للغاية التي تستهدف تحقيق تحول الطاقة والحياد الكربوني بحلول 2070، لكن لا يبدو أنها قادرة على ذلك حتى الآن.

كهرباء محطات الفحم في الهند

قال الرئيس التنفيذي لشركة "رينيو إنرجي" الهندية، سومانت سينها، إن قدرة الكهرباء المتجددة، مع زيادتها، لن تتجاوز 50 غيغاواط سنويًا، ما يعني أنها غير كافية لتلبية الطلب المتزايد؛ لذلك تدرس الحكومة بناء مزيد من محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وأوضح أن الحكومة تستهدف توليد 12-15 غيغاواط من محطات الفحم الجديدة، لسدّ تلك الفجوة.

وفي الوقت نفسه، طالب سينها بالتخلّي عن القول، إن الغاز الطبيعي "وقود تحول الطاقة"، موضحًا: "الحقيقة أن انبعاثات الغاز الطبيعي تعادل نصف انبعاثات محطات الفحم في الكمية"، وفق صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز – إنرجي وورلد".

وأضاف أن الغاز الطبيعي يُصدر انبعاثات غاز الميثان عند استعماله في الصناعة والنقل، وعند إضافة الميثان إلى ثاني أكسيد الكربون، فإن تلويث الغاز لن يقل عن الفحم، "بل قد يكون أسوأ".

ويرى سينها أن الفحم في الهند عادةً ما يرسم صورة سلبية عن البلاد في مجال تلويث البيئة، أو يُظهرها في صورة "الولد السيئ"، رغم هذه الحقيقة؛ "لذلك علينا دفع هذه الصورة عنا بقوة؛ لأن كل الوقود الأحفوري يجب أن يتساوى عند الحديث عن التلوث".

والاعتماد على الفحم في الهند والصين هو الأكبر عالميًا، والهند هي ثالث أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة، بينما تحتلّ الصين المركز الأول.

الطاقة المتجددة في الهند

هجوم على الدول الغربية

انتقد سومانت سينها الدول الغربية، واتهمها بعدم اتخاذ خطوات كافية وداعمة لمشروعات الطاقة المتجددة الكبيرة.

وقال، إن الدول الغربية لا ترغب بإنتاج معدّات الطاقة الشمسية في الهند؛ لذلك على الحكومة أن تبذل جهودًا في التعاون مع هذه الدول.

وتتركز صناعات سلاسل إمداد الطاقة الشمسية في الصين، رغم أن الهند من الوجهات التي تحمل إمكانات واعدة في التطوير بشكل واضح، وفق سينها.

وتهيمن الصين على النسبة الكبرى من صناعات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية؛ ما أثار حفيظة الدول الغربية التي شنّت حربًا تجارية ضدّها، وفرضت أميركا رسومًا جمركية على الواردات من السيارات الكهربائية الصينية بنسبة 100%، وبلغت تلك النسبة من أوروبا 40% تقريبًا، ومن المتوقع زيادتها.

وتستهدف الهند توليد 500 غيغاواط من الطاقة غير الأحفورية بحلول عام 2030، وتعمل جيدًا في هذا المسار، وفق سينها.

وقال: "طرحت الحكومة مناقصات لمشروعات طاقة متجددة بسعة تبلغ 60 غيغاواط في العام المالي الماضي (بداية أبريل/نيسان 2023 حتى نهاية مارس/آذار 2024)، مقارنة بالأعوام السابقة له، التي تراوحت بين 15 و17 غيغاواط؛ لذلك ستشهد السنوات القليلة المقبلة ارتفاعًا في معدلات التوليد من الطاقة المتجددة لتبلغ 50 غيغاواط المطلوبة".

وكان رئيس الوزراء ناريندرا مودي قد عطّل بندًا في البيان الختامي لقمة المناخ كوب 26 عام 2021، مع الرئيس الصيني، يقضي بالتخلص التدريجي من الفحم، وأجبرا مسؤولي القمة على تعديله إلى "الخفض التدريجي للفحم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق