فى غضون دقائق، انقلبت الأمور رأسًا على عقب داخل منزل «فتحي السيد»، السبعيني الذى لقى مصرعه وزوجته وأبنته صاحبه الـ 40عاماُ، بسبب تسريب غاز من أسطوانة غاز طبيعى كانت موصولة بسخان المياه، ليكتشف أهل الزوجة الواقعة بعد أن توجّهوا إلى منزلها فى قرية عرب غنيم بمنطقة حلوان ، لعدم ردّها على اتصالاتهم المتكررة.

كان مساء الأحد الماضي غريبًا إلى حدٍ بعيد، فـعم «فتحي» لم يفتح محل عمله"البقالة، والزبائن اتصلوا على أقاربه الذين ظنوا أنه «يمكن قاعد مع عياله ومريح شوية»، لكنّ القلق أكل قلوبهم، لأنهم يعرفون مقدار حبه لعمله ولا يمكن أن يغيب يومًا عنه، إذ كان يروى لهم «عندى حِمّل كبير ومسؤوليات»، ومع ذلك وفق قول أحدهم: «محدش فينا خد فى باله شىء».

فحاول أهل المنطقة الاتصال علي زوجته ليطمئنوا على أحواله لكنها لم ترد هي الاخري، فإتجاهنا لشقيقه الذي حاول الاتصال بإبنته: «اتصلت عليها وبردو مفتحش عليا؟»، ولكن عدم الرد، وفق شقيقته «محمود»: «خلاني أروح ليه البيت، وفضلت أخبط كتير قوى، ولا حد رد، وقلقنا أكتر لما سمعنا صوت التليفزيون شغال».

قبل أن يحطموا الباب لدخول الشقة، طالعوا من شرفة تطل على الصالة جسد «منى» مسجى على الأرض، بينما عثروا على جثث شقيقه «فتحي»، وزوجته «آمال»، بأماكن متفرقة فى الشقة، «فضلت ازعق لحد لما الناس كلها اتلمت علينا، وقالوا لنا محدش يلمس حاجة لحد ما الشرطة تيجى»..

تتابع «محمود»، خلال حديثه تفاصيل المأساة: «المعمل الجنائى وكل فريق التحقيقات جزم بأن تسريب غاز من أنبوبة بوتاجاز كانت بالحمام ومتوصلة بالسخان السبب».
واختتم حديثه:« «كان طيب وطوب الأرض بيحبه والله، ربنا يرحمهم كلهم من بعده الدنيا وقفت وبقت سودة»

وتلقى المقدم محمد مجدي، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، بلاغا من الأهالي بمنطقة عرب غنيم، مفاده العثور على جثث 3 أشخاص من أسرة واحدة داخل شقتهم.

وبالانتقال والفحص عثر على جثث “فتحي السيد”، في العقد السابع من عمره، موظف على المعاش، (لديه محل بقالة)، وزوجته “آمال” تبلغ من العمر 64 عامًا، وابنته “منى” تبغ من العمر 40 عامًا، وأن سبب الوفاة اسفكسيا الاختناق بسبب تسرب الغاز، ولا توجد شبهة جنائية حول الوفاة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتباشر النيابة التحقيقات.

وأمرت نيابة حلوان، بعرض 3 جثامين ضحايا حادث تسرب الغاز داخل شقتهم، على الطب الشرعي؛ لإعداد تقرير مفصل بالصفة التشريحة للجثمان؛ لبيان سبب الوفاة وتوقيتها والأداة المستخدمة في إحداثها إذا وجدت، وعما إذا كان يوجد شبهة جنائية من عدمه، كما صرحت النيابة بالدفن عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية.