استحوذ أكبر اكتشاف ملقب بـ"يوم القيامة"، إلى جانب تطورات العلاقة بين المغرب والجزائر، على حيز كبير من اهتمامات أسواق الطاقة خاصة في المنطقة العربية خلال العام الجاري (2024).
وتصدرت اكتشافات النفط والغاز والهيدروجين الطبيعي الموضوعات الأكثر قراءة عبر منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، في ظل التنافس العالمي على تلبية الطلب العالمي للطاقة بأسعار مخفضة.
وكانت الأزمات التي يواجهها عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، فضلًا عن العلاقة بين المغرب والجزائر، حاضرة في مشهد الطاقة العربي خلال العام الجاري، ونالت جانبًا مهمًا من اهتمام القرّاء.
ونرصد في المسح التالي أهم 10 موضوعات وقضايا تصدّرت الأعلى قراءة عبر منصة الطاقة في 2024، وتنوعت ما بين اكتشافات النفط والغاز والهيدروجين الطبيعي وصولًا إلى الطاقة المتجددة وقناة السويس.
اكتشاف "يوم القيامة"
يعدّ أكبر اكتشاف للهيدروجين الطبيعي، الملقّب بـ"يوم القيامة"، أحد أبرز موضوعات قطاع الطاقة في 2024، ما من شأنه تغيير قواعد اللعبة في مشهد الطاقة العالمي
وكشفت الولايات المتحدة في أغسطس/آب النقاب عن منجم يحوي كميات هائلة من الهيدروجين الطبيعي تُقدَّر بتريليونات الأطنان؛ موجودة في باطن الأرض بمساحة تشترك فيها 3 ولايات.
وبرز الهيدروجين الطبيعي في الآونة الأخيرة بوصفه أكثر بدائل الوقود الأحفوري فاعلية وأرخصها تكلفة، في ظل السعي المستمر لتحقيق الأهداف المناخية وخفض انبعاثات الكربون.
ويُطلَق الهيدروجين الطبيعي على الغاز الموجود بصورة حرة في طبقات الأرض الجوفية، وعادةً ما يُستخرج عبر عمليات الحفر، مثل التكسير المائي وحقن مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية، في ضغط مرتفع، بهدف إطلاق الغاز من الصخور، حسب تعريفه من جانب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبدأت 40 شركة، في دول من بينها أستراليا وألبانيا وكندا وكوريا الجنوبية، بالبحث عن رواسب الهيدروجين من نهاية عام 2023، وفقًا لشركة ريستاد إنرجي الاستشارية (Rystad Energy).
وتشير دراسة حديثة إلى وجود ما يصل لنحو 5 تريليونات طن من احتياطيات الهيدروجين الطبيعي داخل الخزانات الجوفية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم، ما زالت غير مكتشفة حتى الآن.
لمتابعة التفاصيل.. أكبر اكتشاف هيدروجين طبيعي في العالم.. 5 تريليونات طن ويُلقب بـ"يوم القيامة"
بديل قناة السويس
شكّل بديل قناة السويس محورًا مهمًا في تجارة الطاقة خلال 2024، في ظل مساعي روسيا لإيجاد طريق مباشر لنقل صادراتها من النفط والغاز إلى دول آسيا للتحايل على العقوبات الغربية.
استحوذ الموضوع على أهمية كبيرة في ظل الأزمة التي واجهتها قناة السويس خلال العام الجاري، مع تحويل غالبية شركات الشحن العالمية مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بعد استهداف جماعة الحوثي عددًا من الناقلات.
وتعمل روسيا على زيادة نشاطها في بديل قناة السويس (الذي يُطلَق عليه طريق بحر الشمال، أو ممر الملاحة الشمالي الشرقي)، إذ اتجهت مؤخرًا لزيادة أسطول كاسحات الجليد، بما يتوافق مع خطط التحول إلي بالكامل في ظل تعزيز التجارة بين موسكو واقتصادات آسيوية كبرى، خاصة بكين.
واستقبل ممر الملاحة الشمالي، بحسب تحديثات الشحن لدى منصة الطاقة المتخصصة، 79 رحلة حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن هجرت ناقلات النفط الروسية قناة السويس بمعدل تدريجي لصالح ممر الملاحة الجديد.
ويمتاز الطريق بأنه قصير نسبيًا للربط بين قارّتي أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ، وتبدأ حدوده من بحرَي بارنتس وكارا (على الحدود الروسية الأوكرانية)، مرورًا بـ4 بحار متفرعة من المحيط المتجمد الشمالي، وانتهاءً بمضيق بيرنغ، ويوفر 50% من المسافة التي تحتاج إليها الناقلات للمرور في طريق قناة السويس أو قناة بنما.
للاطّلاع على المزيد.. بديل قناة السويس يواصل التوسع.. 4 كاسحات جديدة قد تنضم للأسطول
الخريطة التالية، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، تستعرض أهم المضائق وممرات وخطوط ملاحة الناقلات الرئيسة:
الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر
على الرغم من القطيعة السياسية بين البلدين، ما يزال الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر قائمًا، غير أن الإمدادات عبره متوقفة منذ نهاية عام 2024.
وكشف المغرب خلال العام الجاري مفاجأة بخصوص الربط الكهربائي مع الجزائر، بعد الحديث مؤخرًا عن تبادل الطاقة بين البلدين على الرغم من حالة القطيعة السياسية التي قاربت على نحو 3 سنوات.
وترتبط الرباط كهربائيًا بالجزائر عن طريق رابطين بحريين بجهد 225 كيلوفولت و400 كيلوفولت؛ إذ دخل الرابط الكهربائي الأول -بجهد 225 كيلوفولت- حيز الخدمة سنة 1988 عن طريق خطّين بجهد 225 كيلوفولت، يربطان وجدة بالغزوات، ووجدة بتلمسان.
ودخل الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر الثاني المكوّن من خطين بجهد 400 كيلوفولت، يربط محطة بورديم بمحطة سيدي علي بوسيدي، حيز الخدمة في 2008.
وأكدت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، بتصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أنه "لا حقيقة لاستمرار تبادل الكهرباء بين المغرب والجزائر".
وأكدت أن تبادل الكهرباء بين البلدين توقَّف تمامًا في اليوم الذي توقَّف فيه أنبوب الغاز القادم من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021.
التفاصيل كاملة.. المغرب يكشف عن مفاجأة بخصوص الربط الكهربائي مع الجزائر (خاص)
اكتشافات النفط والغاز
استحوذت اكتشافات النفط والغاز على جانب كبير من اهتمامات أسواق الطاقة خلال العام الجاري، في ظل خطط العديد من الدول تجديد احتياطياتها من الهيدروكربونات لتلبية الطاقة العالمي المتزايد بأسعار ميسرة.
وبلغ إجمالي حجم اكتشافات النفط والغاز خلال الأشهر الـ10 الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 5.35 مليار برميل نفط مكافئ، مقارنة بنحو 4.2 مليار برميل مكافئ خلال المدة نفسها من عام 2023.
وبلغت حصة الغاز الطبيعي من أحجام الاكتشافات العالمية خلال الأشهر الـ10 الأولى من 2024 قرابة 43%، أو ما يعادل 390 مليار متر مكعب.
كانت أحجام اكتشافات النفط والغاز قد سجلت أقل مستوياتها السنوية على الإطلاق خلال عام 2023، لتصل إلى 5 مليارات برميل نفط مكافئ، مقارنة بنحو 9.4 مليار برميل نفط مكافئ في 2022، وفق بيانات دورية ترصدها منصة الطاقة المتخصصة.
ويمثّل اكتشاف حقل "لينغشوي 36-1" أول حقل غاز كبير يُكتشف في المياه العميقة والضحلة، ببحر الصين الجنوبي والعالم، واحدًا من أهم اكتشافات النفط والغاز في 2024.
وتفوق الاحتياطيات المؤكدة للحقل 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي؛ ما يضيف للصين -أكبر الاقتصادات الآسيوية- المزيد من الموارد، بعد نجاح شركة سينوك في مواجهة التحديات بالحفر في المنطقة الضحلة لآبار حقل بعمق مائي يصل إلى 1500 متر،
اقرأ.. اكتشاف غاز باحتياطيات 100 مليار متر مكعب.. أول حقل من نوعه عالميًا
كما كشفت شركة فار إنرجي (Var Energi) خلال العام الجاري الستار عن تفاصيل اكتشاف سريسا النفطي، باحتياطيات قابلة للاستخراج تتراوح بين 18 و39 مليون برميل مكافئ.
وجاء الاكتشاف من بئر "سريسا Cerisa"، ضمن نطاق رخصة التطوير بي إل 636 (PL 636)، الواقعة في بحر الشمال، ما يرفع مواردها الإجمالية إلى 110 ملايين برميل مكافئ قابلة للاستخراج.
وتعدّ احتياطيات بئر "سريسا" المعلَنة اليوم أحدث اكتشاف نفطي لشركة فار إنرجي النرويجية، وهو رابع اكتشافاتها قرب منصة "جوا" التي تعمل جزئيًا بالكهرباء، بعد (جوا نورث، وكير، وأوفليا).
طالع.. اكتشاف نفطي جديد قد تصل احتياطياته إلى 39 مليون برميل
وفي أبريل/نيسان، أزاحت شركة فار إنرجي الستار عن اكتشاف نفطي لها، باحتياطيات تصل إلى 24 مليون برميل من النفط المكافئ القابلة للاستخراج.
ويعمل الاكتشاف الواقع في منطقة بالدر (Balder) وسط بحر الشمال، وقبالة سواحل النرويج، على تعزيز محفظة الشركة الاستكشافية في الجرف القاري النرويجي، التي تصل لنحو 200 ترخيص.
وتقع البئر الجديدة ضمن نطاق حقل رينهورن نورث (Ringhorn North) برخصة رقم 956، وتشغّلها الشركة النرويجية بحصّة 50%.
ترجّح شركة فار إنرجي النرويجية أن اكتشافها النفطي قد يحمل موارد تتراوح بين 13 و23 مليون برميل نفط قابل للاستخراج، بعدما كشفت بئر استكشافية في حقل "رينهورن نورث" نتائج إيجابية.
اقرأ أيضًا.. اكتشاف نفطي جديد احتياطياته قد تبلغ 23 مليون برميل
وفي يوليو/تموز، أعلن الرئيس البوليفي لويس آرسي اكتشاف غاز باحتياطيات تصل إلى 1.7 تريليون قدم مكعبة، ما من شأنه أن يشكّل ثالث أفضل حقل منتج في البلاد بأسرها.
ويُنظر إلى الحقل -الذي أطلق الرئيس عليه اسم مايايا سينترو-إكس 1 آي إي (Mayaya Centro- X1 IE)- بوصفه أهم اكتشاف غاز في بوليفيا منذ عام 2005، إذ يأتي مع تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد إلى 31.9 مليون متر مكعب يوميًا.
التفاصيل.. اكتشاف غاز ضخم باحتياطيات 1.7 تريليون قدم مكعبة
صدمات الغاز في مصر
تلقّى قطاع الغاز في مصر خلال العام الجاري (2024) عدّة صدمات، لا تتمثل فقط في وقف صادرات المسال، بل العودة إلى الاستيراد مع تراجع الإنتاج محليًا لتهديدات من داخل إسرائيل بقطع الإمدادات عن القاهرة، وخيبة آمل في واحدة من أهم الاكتشافات المرتقبة.
في سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت شركة إنرجيان (Energean) اليونانية نتائج عمليات الحفر في بئر أوريون في منطقة امتياز شمال شرق حابي البحرية قبالة سواحل مصر، التي كانت تستهدف اكتشاف غاز احتياطياته 10 تريليونات قدم مكعبة.
وقالت الشركة اليونانية، إن أعمال حفر البئر الاستكشافية "أوريون إكس 1" (Orion X1) اكتملت في مارس/آذار (2024) بوصول المعدّات إلى الخزان المستهدف.
وأوضحت أن نتائج تحليل العينات بعد اكتمال الحفر في بئر أوريون توصلت إلى اكتشاف غاز، إلّا أن أحجام موارد النفط والغاز غير قابلة للتسويق تجاريًا.
وكانت تقييمات إنرجيان، المنشورة عبر موقعها الرسمي، تشير إلى إلى أن بئر أوريون-1 إكس يُنتظر منها الوصول إلى احتياطيات تُقدَّر بنحو 10 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي و400 مليون برميل من السوائل القيمة.
التفاصيل كاملة.. إنرجيان تصدم مصر.. حسم موقف اكتشاف غاز احتياطياته 10 تريليونات قدم مكعبة
لم يقف حال الأزمات التي واجهها قطاع الغاز في مصر عند حدّ تراجع الإنتاج وخيبة أمل بعض الاكتشافات، بل تعدّاها إلى الدعوات المطالِبة بوقف الصادرات الإسرائيلية التي تشكّل جزءًا مهمًا من تلبية الطلب على الطاقة.
وتعالت الأصوات في إسرائيل محذّرة من نفاد احتياطيات الغاز، بسبب حرص حكومة تل أبيب على تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر.
ووصف المدير السابق لوحدة الوقود في شركة الكهرباء الإسرائيلية، شمشون بروكمان، استمرار تصدير الغاز إلى مصر بأنه قرار غير مسؤول في وقت قد تواجه فيه تل أبيب تهديدات لأمن الطاقة.
وقال: "في غضون 15 عامًا، لن يتبقى لنا سوى خزان ليفياثان، في ظل زيادة الطلب على الكهرباء.. تصدير 20 مليار متر مكعب سنويًا، لمدة أكثر من 25 عامًا، يقلل من احتياطياتنا".
طالع أيضًا.. تحذير إسرائيلي: سنفقد الغاز بسبب مصر.. ويطالب بوقف التصدير
أكبر محطة طاقة شمسية في العالم
جاء تشغيل أكبر محطة طاقة شمسية في العالم ليشكّل خطوة مهمة في الجهود العالمية للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، بما يدعم التحركات الرامية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأعلنت شركة صينية مملوكة للدولة في 3 يونيو/حزيران (2024) ربط أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بشبكة الكهرباء شمال غرب منطقة شينجيانغ.
وأدخلت شركة باور كونستركشن كورب أوف تشاينا (Power Construction Corp of China) أكبر محطة طاقة شمسية في العالم بقدرة 5 غيغاواط على مساحة 200 ألف فدان بمنطقة صحراوية في العاصمة أورومتشي حيز الخدمة رسميًا.
وستولّد المحطة نحو 6.09 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، وهو ما قد يكون كافيًا لتزويد دولة مثل بابوا غينيا الجديدة بالكهرباء لمدة عام.
اقرأ أيضًا.. تشغيل أكبر محطة طاقة شمسية في العالم.. تلبي احتياجات دولة لمدة عام
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم قيد التشغيل:
اقرأ أيضًا..
0 تعليق