زلزال إثيوبيا.. هل يشكل خطرًا حقيقيًا على سد النهضة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت إثيوبيا في الأيام الأخيرة سلسلة من الزلازل المتتالية، أبرزها زلزال بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر، ما أثار مخاوف من تداعيات محتملة على سد النهضة، مشاهد تصدعات الأرض والدخان الكثيف المتصاعد التي وثقتها مقاطع الفيديو المتداولة زادت من قلق الجمهور ودفعت للتساؤل: هل تشكل هذه الزلازل تهديدًا حقيقيًا للسد العملاق؟

سد النهضة: تصميم هندسي أم قنبلة موقوتة؟

سد النهضة، الذي يحجز خلفه أكثر من 74 مليار متر مكعب من المياه، يمثل مشروعًا استراتيجيًا لإثيوبيا ومصدر قلق لجيرانها. تبلغ مساحة بحيرته حوالي 1800 كيلومتر مربع، وتطلعاته كبيرة، لكن المخاوف من انهياره تصاعدت مع النشاط الزلزالي الأخير. إذا انفجر السد فجأة، فإن الكارثة ستكون مدمرة، حيث ستندفع المياه بقوة تدميرية هائلة، تهدد الأراضي والمجتمعات في مسارها.

خبراء الجيولوجيا: هل القلق مبرر؟

لتبديد المخاوف، صرّح الدكتور عثمان التوم، وزير الري السوداني الأسبق، أن الحديث عن تهديد الزلازل لسد النهضة مبالغ فيه. وأوضح أن موقع السد يتميز باستقرار جيولوجي غير مسبوق، وفقًا لدراسات أجراها معهد رصد الزلازل بجامعة أديس أبابا.

وأشار التوم إلى أن الفالق الإفريقي العظيم، المسؤول عن النشاط الزلزالي في المنطقة، يبعد أكثر من 1000 كيلومتر عن السد. كما أن تصميم السدود الكبرى مثل سد النهضة يأخذ في الاعتبار جميع السيناريوهات الزلزالية المحتملة، ما يجعله قادرًا على الصمود أمام الهزات الأرضية.
 

أمثلة عالمية تعزز الاطمئنان

استشهد التوم بسدود عالمية صمدت أمام زلازل قوية، مثل السد العالي في مصر وسد أتاتورك في تركيا، مما يعكس قدرة السدود الكبرى على تحمل الكوارث الطبيعية. وأكد أن سد النهضة بُني بمعايير هندسية عالمية تجعله مقاومًا للزلازل العنيفة.

الفالق الإفريقي: قلب النشاط الزلزالي في القارة

يمثل الفالق الإفريقي العظيم ظاهرة جيولوجية فريدة، حيث يمتد من البحر الأحمر إلى بحيرات شرق إفريقيا. تُعد إثيوبيا نقطة محورية لهذا النشاط، حيث تشهد زلازل متكررة وبراكين نشطة، خصوصًا في منطقة الدناكل شرق البلاد. ومع ذلك، تقع هذه الأنشطة بعيدًا عن موقع السد، مما يقلل احتمالية تأثره المباشر.

هل المخاوف مبالغ فيها؟

رغم تأكيدات الخبراء، لا تزال المخاوف قائمة، خاصة مع زيادة النشاط الزلزالي بنسبة 800% مؤخرًا. الوضع الحالي يسلط الضوء على ضرورة استمرار المراقبة الدقيقة وضمان سلامة السد في مواجهة أي تطورات مستقبلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق