شهدت 5 حقول في بحر الشمال توقفًا مفاجئًا للإنتاج، بعد إعلان شركة توتال إنرجي الفرنسية إغلاق محطة معالجة رئيسة في المنطقة؛ ما يعرّض نحو 9 ملايين برميل للخطر.
ووفق تحديثات قطاع النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أوقفت توتال إنرجي الإنتاج في محطة غريفون، المسؤولة عن توفير نحو 2% من إمدادات النفط والغاز في بريطانيا.
وستؤدي هذه الخطوة إلى فقدان وزارة الخزانة البريطانية 150 مليون جنيه إسترليني (188.5 مليون دولار) من الضرائب نتيجة للإغلاق.
ومن المتوقع أن يؤدي قرار شركة توتال إلى إغلاق 4 حقول أخرى تعتمد على محطة غريفون، فيما يمثّل ضربة عنيفة لبحر الشمال.
محطة غريفون في بحر الشمال
وفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، محطة غريفون هي سفينة إنتاج وتخزين وتفريغ عملاقة عائمة (FPSO) ترسو على بعد 200 ميل شمال شرق أبردين، تعالج النفط والغاز من 5 حقول.
ويُنقل غاز غريفون عبر الأنابيب إلى المملكة المتحدة لتزويد المنازل والشركات، في حين يُنقل النفط إلى مصافي التكرير البريطانية والأوروبية.
وعالجت محطة غريفون نحو 3% من النفط في المملكة المتحدة العام الماضي (2024)، و1% من الغاز، ما يكفي لتزويد نحو 260 ألف منزل، وفقًا لخبراء الصناعة.
وقد يمتد تأثير الإغلاق أيضًا إلى شبكة خطوط أنابيب بحر الشمال؛ إذ يُنقل الغاز من محطة غريفون شمالًا إلى حقل بيريل التابع لشركة أباتشي الأميركية (Apache)، حيث يُوَجَّه إلى شبكة خطوط الأنابيب "سيدج" التي يبلغ طولها 200 ميل.
وتنقل شبكة خطوط الأنابيب "سيدج" الغاز من 46 حقلًا في بحر الشمال، إلى سانت فيرغوس في إسكتلندا، لتزويد شبكة الغاز في المملكة المتحدة.
وفقدان الغاز من محطة غريفون يعني انخفاض التدفقات التي قد تؤثّر في الأرباح.
النفط والغاز في المملكة المتحدة
يمثّل إغلاق محطة غريفون أحدث ضربة لبحر الشمال، الذي يشهد تدهورًا سريعًا، وسط ابتعاد الحكومة البريطانية عن النفط والغاز.
وقد أثارت محاولة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتحقيق الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 انتباه العديد من مشغّلي بحر الشمال، في حين شارك الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أيضًا في المناقشة الأسبوع الماضي.
في نوبة غضب بوسائل التواصل الاجتماعي، كتب ترمب أن المملكة المتحدة "ترتكب خطأ فادحًا للغاية" بتقليص إنتاجها من النفط والغاز، إذ حثّ رئيس الوزراء على "فتح بحر الشمال" و"التخلص من طواحين الهواء"، في إشارة إلى مزارع الرياح.
يُعتقد أنّ تدخُّل ترمب كان متأثرًا بقرار شركة أباتشي الأميركية بإنهاء جميع عملياتها في بحر الشمال بحلول عام 2029، احتجاجًا على الضرائب المتتالية.
وفي غضون ذلك، ستعاني أباتشي من إغلاق غريفون، نظرًا لأنها تظل شريكة في حقل ماكلور النفطي، الذي يعتمد على المركز للمعالجة.
مع ذلك، فإن التأثيرات غير المباشرة لقرار توتال تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير؛ إذ من المتوقع أيضًا إغلاق 4 حقول أخرى، بما في ذلك حقول نورث غريفون وساوث غريفون وباليندالوش وتوليتش.
من جانبها، رفعت شركة نوبل أبستريم المشغّلة في بحر الشمال -وهي شريكة في حقول باليندالوش وماكلور- دعوى قضائية ضد الهيئة الانتقالية لبحر الشمال (NSTA) بشأن قرارها بالموافقة على خطط إيقاف التشغيل من قبل توتال.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نوبل أبستريم، لاري بيتس: "تمتلك شركة نوبل أبستريم وتدير آبار النفط والغاز عبر 3 قارات، لكن البيئة المعادية في المملكة المتحدة تجعل الاستثمار مستحيلًا".
وقال بيتس، إن نوبل ستستعمل "كل الوسائل القانونية اللازمة" لمحاربة الإغلاق.
يُذكر أن ضريبة الأرباح غير المتوقعة، التي قدّمتها الحكومة المحافظة في عام 2022، ومددتها حكومة حزب العمال، تفرض ضريبة بنسبة 78% على أرباح إنتاج النفط والغاز في المملكة المتحدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق