غرامات انبعاثات شركات السيارات الأوروبية لن تصل أبدًا إلى 15 مليار دولار (تحليل)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • دخول لوائح انبعاثات أوروبية مشددة حيز التنفيذ بداية من 2025
  • المشرّعون في البرلمان الأوروبي يبالغون في حجم الغرامات المتوقعة من فشل الشركات
  • أغلب الشركات يدّخر عددًا من الطرازات الكهربائية لطرحها في السوق خلال 2025
  • فولكس فاغن قد تتجنّب أيّ غرامات إذا وصلت حصة مبيعاتها الكهربائية إلى 17%
  • أسوأ سيناريو للغرامات في حالة فشل الشركات لن يتجاوز مليار دولار

يثور الجدل حول غرامات انبعاثات شركات السيارات الأوروبية بعد تشديد الاتحاد الأوروبي لوائح الانبعاثات التي ستدخل حيز التنفيذ بتحديثاتها الجديدة بداية من عام 2025.

وانتشرت في الآونة الأخيرة تقديرات داخل البرلمان الأوروبي تفيد بأن غرامات الانبعاثات على صناعة السيارات الأوروبية قد تصل إلى 15 مليار يورو (15.6 مليار دولار) خلال عام 2025، الذي سيشهد سريان القواعد المشددة للانبعاثات.

ورغم ذلك، يشير تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- إلى أن الرقم المقدّر حول غرامات انبعاثات شركات السيارات الأوروبية مبالَغ فيه إلى حدّ كبير، وقد تصل إلى حدّ المزاعم الكاذبة التي تروّج بين المشرّعين.

ولا يتوقع التقرير سوى جمع مليار يورو فقط ( أي ما يزيد قليلًا على مليار دولار) من غرامات الانبعاثات خلال 2025، حتى في أسوأ السيناريوهات التي تفشل فيها الشركات في تلبية خطط إنتاجها للسيارات الكهربائية.

غرامات انبعاثات شركات السيارات الأوروبية

تستند التقديرات المتداولة إلى أن شركات السيارات الأوروبية ستخفق في تحقيق أهداف انبعاثات عام 2025 المشددة، ومن ثم ستدفع غرامات كبيرة خلال العام.

وتأتي مجموعة فولكس فاغن الألمانية على رأس الشركات المتوقع إخفاقها في تلبية أهداف الانبعاثات خلال 2025 كما يلي:

  • تقديرات غرامات انبعاثات فولكس فاغن: 7.86 مليار يورو (8.1 مليار دولار).
  • تقديرات غرامات انبعاثات ستيلانتس: 3.5 مليار يورو (3.62 مليار دولار).
  • تقديرات غرامات انبعاثات هيوانداي: 1.1 مليار يورو (1.13 مليار دولار).

على الجانب الآخر، تتراوح تقديرات غرامات انبعاثات شركات السيارات الأخرى -مثل فورد، وتويوتا، وبي إم دبليو ، ومرسيدس- من 0.2 مليار يورو إلى 0.7 مليار يورو، بحسب التقديرات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

*(اليورو = 1.03 دولارًا أميركيًا).

مغالطات تقديرات غرامات الانبعاثات

تستند تقديرات غرامات انبعاثات شركات السيارات الأوروبية بصورة واسعة إلى التباطؤ الحادّ في مبيعات السيارات الكهربائية في النصف الأول من عام 2024، وهو أساس معيب، ولا يصلح للبناء عليه، بحسب التحليل المنشور في موقع منظمة النقل والبيئة الأوروبية.

ويعتقد التحليل أن شركات السيارات الأوروبية تحسّبت جيدًا لتشديد قواعد الانبعاثات في عام 2025، عبر تأجيل طرح عدد كبير من الطرازات الجديدة للسيارات الكهربائية من عام 2024 إلى العام الجاري.

استنادًا إلى ذلك، يُتوقع أن تبدأ الشركات في طرح هذه الطرازات الواحدة تلو الأخرى خلال عام 2025؛ ما سيمكّنها من تلبية أهداف الانبعاثات المشددة، ومن ثم تجنُّب الغرامات المتوقعة.

ويعكس هذا التوقع ما حدث عام 2020، حيث اعترفت شركات صناعة السيارات بأنها كانت تقيّد المبيعات الكهربائية في العام السابق تحسّبًا لأهداف الانبعاثات الجديدة.

وأسهم ذلك في انطلاق مبيعات السيارات الكهربائية عام 2020؛ ما أدى إلى تحسُّن أداء الانبعاثات بما يصل إلى 20 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر في عام واحد.

لهذا السبب يبدو الاستناد إلى بيانات مبيعات السيارات الكهربائية عام 2024، لحساب غرامات الانبعاثات في عام 2025، أشبه بالحكم على أداء أحد الرياضيين في بطولة استنادًا إلى أدائه في جلسات التدريب الخاصة به خلال العام السابق لانطلاق البطولة.

بينما يحتفظ الرياضي بأفضل جهد له للحدث الفعلي، وهو ما تقوم به شركات صناعة السيارات الأوروبية بالضبط، عبر ضبط ميزان المبيعات الكهربائية والاحتفاظ بالطرازات الجديدة لطرحها في 2025، بما يلائم قواعد الامتثال الجديدة للانبعاثات، حسب التحليل.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بنسبة 3.1% فقط، لتصل إلى 3.4 مليون وحدة مقارنة بعام 2023، الذي زادت فيه المبيعات بنسبة 20% إلى 3.2 مليون وحدة.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطورات مبيعات السيارات الكهربائية حسب المنطقة خلال عامي 2023-2024:

مبيعات السيارات الكهربائية بالمناطق (2023-2024)

شركات السيارات الأوروبية قادرة على هدف الانبعاثات

يعتقد تحليل منظمة النقل والبيئة الأوروبية أن هدف انبعاثات الكربون في قطاع السيارات الأوروبي قابل للتحقق وواقعي، خلافًا للمروّجين للعكس، الذين يتوقعون إخفاق الشركات في الامتثال وجني غرامات مليارية باهظة.

ومن المتوقع أن تمتثل الشركات المصنعة عبر استعمال مجموعة واسعة من الإستراتيجيات، أبرزها زيادة مبيعات السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة القابلة للشحن.

كما قد تلجأ الشركات إلى وسائل أخرى، من بينها شراء أرصدة السيارات الكهربائية من شركات صناعة السيارات الأخرى، وأرصدة الابتكار البيئي، ومكافآت المركبات منخفضة أو صفرية الانبعاثات.

وحتى في أسوأ السيناريوهات -فشل الشركات في الوفاء بخطط إنتاجها-؛ فإن قيمة غرامات انبعاثات شركات السيارات الأوروبية قد تكون أقل من مليار يورو، مع بقاء شركة فولكس فاغن في مقدّمة المتغرمين.

ويستند هذا التوقع إلى تقديرات تشير إلى أن حصة مبيعات السيارات الكهربائية من إجمالي مبيعات فولكس فاغن ستصل إلى 15% خلال عام 2025، بينما إذا نجحت في الوصول إلى 17% فمن المتوقع تجنُّبها أيّ غرامات.

شحن إحدى سيارات فولكس فاغن الكهربائية
شحن إحدى سيارات فولكس فاغن الكهربائية - الصورة من موقع الشركة

كما يفترض التحليل خطأ هدف الانبعاثات المروَّج له، الذي يفترض أن جميع الشركات المصنّعة ستخفض في كسر حاجز 95 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر خلال عام 2025، ما سيجعلها في مرمى غرامات الانبعاثات.

ويعتقد التحليل أن هذا الهدف مبالَغ فيه، ويمكن للشركات كسره إلى مستويات تصل إلى 90 غرامًا لكل كيلومتر، وفي مقدّمتها شركة فولفو، بينما قد تخفق بعض الشركات، وتصل إلى 97 غرامًا مثل ستيلانتيس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. نقد تقديرات غرامات انبعاثات شركات السيارات الأوروبية من منظمة النقل والبيئية.
  2. بيانات مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا من وكالة الطاقة الدولية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق