في سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، قُتل 13 فلسطينيًا على الأقل، بينهم سبعة أطفال، وفق ما أفادت به وزارة الصحة التابعة لحماس والدفاع المدني، الثلاثاء. تأتي هذه الغارات وسط تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية، ما يفاقم من المأساة الإنسانية في القطاع المحاصر.

أعلن الدفاع المدني عن مقتل أربعة أطفال وإصابة عشرين آخرين إثر غارة شنتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين غربي مدينة خان يونس. وأفاد شهود عيان أن الغارات الجوية أدت إلى اشتعال النيران في الخيام، حيث هرعت فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا.

وقال شاهد عيان: "تم انتشال أربعة أطفال وعدد كبير من المصابين وسط حالة من الفوضى والنيران المشتعلة"، مما يعكس حجم المأساة التي تعيشها الأسر النازحة بحثًا عن ملاذ آمن.

قصف المنازل والمركبات: ارتفاع أعداد الضحايا

في بيان آخر، أعلن الدفاع المدني انتشال جثث خمسة قتلى، بينهم ثلاثة أطفال، بعد قصف استهدف منزلًا سكنيًا في منطقة قيزان جنوب خان يونس. كما قُتل شخصان في غارة استهدفت سيارة جنوب شرق المدينة، إضافة إلى مقتل شخصين آخرين إثر قصف شقة سكنية وسط خان يونس.

تشير هذه الأرقام إلى تصعيد خطير يستهدف مناطق مأهولة بالسكان المدنيين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور في غزة.

حذّر الدفاع المدني في بيان رسمي من أن الغارات الإسرائيلية تزداد كثافة، مع استهداف المنازل السكنية والمدنيين بشكل مباشر في جنوب القطاع. وأكد أن هذه الهجمات تؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا، خاصة بين النساء والأطفال، وسط ضعف الإمكانيات الطبية والإنسانية للتعامل مع الأزمة.
 

أرقام صادمة عن الخسائر الإنسانية منذ بداية الحرب

اندلعت الحرب في غزة عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم مدنيون إسرائيليون، وفق بيانات رسمية. منذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 45,885 شخصًا في غزة، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس. وتشير الأمم المتحدة إلى أن هذه الإحصاءات موثوقة، مما يعكس حجم المأساة الإنسانية المستمرة.

تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات جوية وبرية واسعة في شمال قطاع غزة، مدعية أن هدفها منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها. ومع ذلك، أدت هذه العمليات إلى تدمير شامل في البنية التحتية، وتشريد مئات الآلاف من السكان، فضلًا عن تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.

ردود فعل دولية ودعوات لوقف التصعيد

أثارت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على خان يونس إدانات واسعة من منظمات حقوقية وإنسانية، التي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. ومع تصاعد أعداد الضحايا، تتزايد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.