تشهد الأرض يوم الأربعاء 8 يناير 2025 ظاهرة فلكية مميزة ترتبط بزيادة ملحوظة في ظاهرة المد والجزر، نتيجة لوجود القمر في منطقة الحضيض ضمن مداره حول الأرض، وهي النقطة الأقرب للأرض خلال هذا المدار.

وأوضح الدكتور أشرف تادرس، الرئيس السابق لقسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن القمر سيكون في أقرب نقطة له نسبيًا إلى الأرض، ما يُعرف علميًا بالحضيض، مما قد يسهم في ارتفاع واضح في التغيرات المتعلقة بالمد والجزر.

ظاهرة فلكية مميزة وجود القمر في منطقة الحضيض

وأشار الدكتور تادرس إلى أن القمر سيبعد حوالي 370,000 كيلومتر عن الأرض في ذلك اليوم، وهو ما يعد نقطة الحضيض لهذا الشهر. وأضاف أن المسافة بين القمر والأرض تتفاوت بشكل طفيف على مدار العام.

كما بيّن أستاذ الفلك أن الحضيض هو أقرب نقطة يصل إليها القمر على مداره حول الأرض، وتحدث هذه الظاهرة دوريًا كل شهر. مع ذلك، تتغير مسافة الحضيض وموقعه من شهر لآخر. ورغم أن هذا اليوم سيشهد قرب القمر من الأرض، فإن ذلك لا يكفي لحدوث ظاهرة “القمر العملاق” أو “سوبر مون”، التي عادة ما تثير شغف الجمهور بسبب ظهور القمر بحجم أكبر وإضاءة أكثر وضوحًا.

الحضيض هو أقرب نقطة يصل إليها القمر

ظاهرة وجود القمر في منطقة الحضيض تُعد من الظواهر الطبيعية التي تترك أثراً ملموساً على العديد من الظواهر الأخرى على كوكب الأرض، ومن أبرزها المد والجزر. عند وصول القمر إلى نقطة الحضيض، تزداد قوة جاذبيته المؤثرة على مياه المحيطات، مما يؤدي إلى تعزيز قوة المد والجزر. ينعكس هذا التأثير بشكل ملحوظ على المناطق الساحلية، حيث قد ترتفع مستويات المياه بشكل أكبر من المعتاد.

ظروف الطقس، والعوامل المحلية

يتفاوت تأثير هذه الظاهرة وجود القمر في منطقة الحضيض بناءً على الموقع الجغرافي، ظروف الطقس، والعوامل المحلية المحيطة. ومع ذلك، من المعروف أن وجود القمر في الحضيض يعزز قوة المد والجزر، مما قد يترك تداعيات واضحة على أنشطة الصيد والملاحة البحرية.

المد والجزر يُعتبران من الظواهر الطبيعية الأساسية التي لاحظها الإنسان منذ القدم. هذه التغيرات في مستويات المياه ترتبط بشكل وثيق بجاذبية القمر، التي تصبح أشد عندما يكون في الحضيض، مما يؤدي إلى تضخيم آثار الظاهرة وزيادة قوتها بشكل ملحوظ.