تدرك الدولة المصرية تماماً خطورة التطور السريع لأشكال حروب الجيل الرابع والخامس ، وتأثيراتها المضللة للوعي، والتي تستهدف في المقام الأول هز ثقة المواطن في الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، لذا شهدت القاهرة حراكاً قوياً في مجال أمن المعلومات والشبكات، بالتزامن مع الاهتمام الدولي المتزايد بشأن أمن المعلومات.
الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحدث خلال حضوره قداس عيد الميلاد، الاثنين الماضي، بالكاتدرائية، عن وعي الشعب المصري بالمخططات التي تحاك لإسقاط الدولة عبر الشائعات والأكاذيب. وراهن الرئيس على الوعي الشعبي ودورهم الوطني في إسقاط هذا المخطط، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السيسي عن حجم الشائعات التي تستهدف الدولة المصرية، وحذر مراراً وتكراراً من حروب الجيل الرابع والخامس، والتي باتت أخطر على المصريين من الإرهاب الذي يستهدف مدنيين وأبرياء ورجال الدولة بقنابل ومتفجرات، وسيارات مفخخة، أو أحزمة ناسفة ، اتخذت أشكالا غير مألوفة ليتمكن مطلقوها من التسلل إلى العقول والتلاعب بالأفكار.
ولأن مصر دولة كبيرة، كما أكد الرئيس السيسي في خطابه للأقباط في احتفالاتهم، فإن حجم المؤامرات التي تحاك ضدها كان بحجم مكانتها الإقليمية والدولية. ولم تتوقف محاولات تحريك المصريين وإثارة الرأي العام، وراهن الرئيس على وعي الشعب المصري الذي دائما ما يضرب أروع الأمثلة في الوطنية والانتماء و يهزم مخططات إخوان الشيطان، والتي دائماً ما تتوهم أنه مازال لديها القدرة على الحشد والحراك المسلح لنشر العنف والفوضى في البلاد مجددا، من خلال تسخير إعلامها المضلل ومواقعها وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، وتخصص مليارات الدولارات، لزعزعة استقرار وأمن المجتمع المصري.
اختلفت أدوات حروب الجيل الرابع والخامس مؤخرا، وأصبحت قائمة على تزييف الحقائق، والتخطيط لهدم الدول من خلال ترويج الشائعات بهدف خلق نوع من الإحباط لدى المواطنين والتشكيك فى مؤسساتهم، فانتبهت الدولة لهذه المخاطر من خلال مواجهة الشائعات مواجهة شاملة، وتبنى الرئيس السيسي هذه القضية منذ بداية تولية المسئولية، بل وأولها اهتماما خاص.
في 2015 حذر من حروب الجيل الرابع التي تستهدف تفكيك دول المنطقة، وأكد الرئيس أن حرب المعلومات والحرب النفسية تدمر شعوبا ودولا دون أن تضع احتمالات لعودتها مرة أخرى، وطالب وقتها بدراسة ما سماها بحروب الجيل الرابع التي تقوم على إطلاق الشائعات واستخدام وسائل أعلام لإشعال الصراعات الداخلية، في إبريل 2016 حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءه مع ممثلي المجتمع المصري بقصر الاتحادية من حروب الجيل الرابع والخامس،"واصفها بأنها حروب تحاصر مصر، قائلًا: "في حروب، وكتائب إلكترونية، وقصة كبيرة بتتعمل".
في 2019 خلال الندوة التثقيفية للاحتفال بيوم الشهيد، قال الرئيس السيسي :"إن السوشيال ميديا عالم خيالي لا يمت للواقع بصلة، وأن المنصات الإلكترونية يديرها مأجورون لإسقاط دول، وأن من يبث المعلومة من وراء الحاسب الآلي شخص مجهول"، محذرا من حروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف تدمير عقول الشباب، التي لا تقل في خطورتها عن حرب الطائرات والدبابات، وأن شائعات "فيسبوك" أخطر من طلقات الرصاص هدفها كسر مفاصل الدولة بالتشكيك في ولاء قيادتها، ولبث الفتن والشائعات والتقليل من حجم الإنجازات.
في 2021 خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية أن الحروب الجديدة مثل حروب الجيل الرابع والخامس غير مبنية على التعامل بالسلاح فقط، ولكنها تعتمد على الفهم والوعي، وأن تلك الحروب ليست مبنية على التعامل بالسلاح فقط.
0 تعليق