أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، تأييد الولايات المتحدة لقرار أوكرانيا وقف عبور الغاز الروسي عبر أراضيها، معتبرًا أن هذا الإجراء سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي.
وقال كيربي في تصريح للصحفيين الأربعاء: "مع بداية العام الجديد، أوقفت أوكرانيا جميع إمدادات الغاز إلى أوروبا التي كانت تمر عبر أراضيها. هذا القرار سيقلل من قدرة روسيا على تمويل عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا، ويحرمها من حوالي 6.5 مليار دولار من العائدات السنوية الناجمة عن بيع الغاز".
وأضاف كيربي أن "هذا القرار يتماشى مع السياسة الأمريكية طويلة الأمد، المدعومة من الحزبين، والهادفة إلى تقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي الذي طالما استُخدم كأداة ضغط".
وأشار إلى أن "أوروبا، بفضل التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، تمكنت من تنويع مصادرها من الطاقة بشكل كبير". وأضاف: "اليوم، تأتي حوالي 50% من واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا من الولايات المتحدة، ونحن نواصل العمل مع الاتحاد الأوروبي لزيادة هذه الكميات".
وأكد كيربي أن جهود الولايات المتحدة وحلفائها ساهمت في "تغيير خريطة الطاقة لأوروبا، مما قلل من اعتمادها على النفوذ الروسي".
على الجانب الآخر، أعلنت شركة "غازبروم" الروسية في الأول من يناير رفض أوكرانيا تمديد اتفاق عبور الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها، مما أدى إلى توقف الإمدادات.
واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن قرار كييف بوقف عبور الغاز الروسي هو نتيجة لضغوط واشنطن وحكومة كييف، وأنه يأتي على حساب رفاهية المواطنين الأوروبيين لدعم الاقتصاد الأمريكي. وأضافت أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من إعادة توزيع سوق الطاقة العالمية.
وأشارت زاخاروفا إلى أن القرار له أبعاد جيوسياسية واضحة، مؤكدة أن وقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا يضر بالاقتصاد الأوروبي ويؤثر سلبًا على مستوى معيشة السكان في القارة.
في الوقت نفسه، أفادت وكالة "بلومبرج" بأن أسعار الغاز في أوروبا قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2023، حيث تجاوزت حاجز 50 يورو لكل ميغاوات ساعي، نتيجة توقف عبور الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية.
0 تعليق