ليلة من الجحيم في منشأة ناصر وقصة العامل الذي خرج من قلب النيران

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منشأة ناصر , في قلب القاهرة ، حيث تتشابك الأزقة والبيوت العتيقة، كان الليل يسدل عباءته السوداء على عزبة الزرايب .

وسط هذا الظلام ، انبعثت نيران ضخمة، ترتفع إلى السماء، لتغلف المنطقة كلها بوهج قاتم. أربعة مصانع لفرز القمامة تحولت في لمح البصر إلى كتل من اللهب والدخان ، وأصبحت المنطقة ساحة معركة بين قوات الحماية المدنية والنيران التي ابتلعت كل شيء في طريقه ا. كانت فرق الإنقاذ تتقدم بخطى ثابتة، كما لو كانت تقاتل وحشًا هائلًا لا يرحم.

 

حريق الزرايب

حريق الزرايب

مقاومة النيران وسط الفوضى في منشأة ناصر

مع تصاعد ألسنة اللهب بسرعة هائلة ، بدأت أصوات الذعر والهلع تعلو من خارج الحريق .

كان الرجال يصرخون، والنساء يذرفن الدموع، بينما الأطفال كانوا يقفون في ذهول، أعينهم تتسائل عن مصيرهم في هذا المشهد الرهيب .

وسط هذه الفوضى، ظهرت قوة من رجال الحماية المدنية، واندفعت بشجاعة عبر الجدران المحترقة، لتنتشل رجلاً بدا كأنه خرج من جحيم لا يصدق. كان وجهه مغطى بالسخام، وعيناه غارقتين في خوف، بينما كانت يداه تتمسك بشدة بثياب أحد رجال الإنقاذ، وكأنها تعكس حالة من الرعب واليأس.

نجاة عامل من حريق منشأة ناصر

نجاة-عامل-من-حريق-منشأة-ناصر

نجاة عامل من حريق منشأة ناصر في اللحظة الأخيرة

ما كان لهذا الرجل أن ينجو، لولا شجاعة رجال الحماية المدنية الذين خاطروا بحياتهم للعثور عليه وسط النيران المشتعلة. كان هذا الرجل العامل في أحد المصانع الأربعة، المكان الذي كان يعتبره بيته الثاني. لكن الآن، أصبح هذا المكان رمادًا. بينما كان الأهالي في الخارج يراقبون المأساة، تزايدت الصرخات عندما رأوا الرجل يُنتشل حياً من وسط النيران، وكأنها معجزة.

 

IMG ٢٠٢٤٠٩٠٢ ١٧٠٢١٦ 9

بينما كانت سيارات الإسعاف تترقب على بُعد خطوات، كان الرجل شبه فاقد للوعي، جسده المنهك يعكس الساعات العصيبة التي قضاها بين اللهب والدخان. حاول التحدث، لكن السعال كان يقطع كلماته، وكل ما خرج منه همسات متقطعة، كما لو كانت الكلمات لا تكفي لوصف ما عاشه من رعب. ومع ذلك، كانت لحظة نجاته، في ظل هذه الفوضى المدمرة، بمثابة شعاع أمل وسط الظلام، ليشهد الجميع على قدرة الإنسان على الصمود أمام أقسى الظروف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق