الجمعة، 10 يناير 2025 06:58 م 1/10/2025 6:58:13 PM
في واقعة إنسانية لاقت استحسان الكثيرين، سرد صائغ قصة مؤثرة مع سيدة حيث رفض الأخير شراء حلق ثمين من السيدة رغم حاجتها الماسة للأموال، بل وقدم لها مبلغاً من المال لدعمها في علاج ابنتها.
مكرم عبده هارون، صائغ من المنوفية، كان يعمل في متجره حين دخلت عليه سيدة باكية تطلب منه بيع الحلق الخاص بابنتها. كان الحلق يُقدر بثمن 7 آلاف جنيه، ولكن على الرغم من القيمة العالية لهذا المجوهر، كان السبب الذي دفع السيدة لبيعها له أمرًا بالغ الأهمية، وهو علاج ابنتها المريضة.
وعندما لاحظ مكرم دموع السيدة، سألها برفق عن سبب بكائها. فجاوبته بأنها في حاجة ماسة إلى المال لكي تتمكن من علاج ابنتها المريضة. في تلك اللحظة، قرر مكرم أن يتصرف بشكل مختلف، فبدلاً من شراء الحلق، قام بإعطائها مبلغ 5 آلاف جنيه، قائلاً لها: "مشي نفسك بيهم وعالجي بنتك."
المفاجأة كانت في رد فعل الصائغ، حيث عرض عليها أن يأخذ الحلق منها، ولكنه أكد لها أنه ليس بحاجة له، مشيراً إلى أنه لا يتوقع منها أن تبقى مدينة له. فاطمأنت السيدة وغادرت المحل مع مشاعر من الراحة والأمل، بعد أن لقيت دعماً غير متوقع من صاحب المحل.
هذه القصة تُبرز نموذجاً من التعاطف والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية في زمن تكثر فيه القضايا الإنسانية الصعبة، وتبين كيف يمكن للأشخاص أن يكونوا أكثر إنسانية واهتمامًا بمعاناة الآخرين، حتى في أبسط المواقف اليومية.
القصة:
دخلت السيدة المحل وهي تحمل في يديها الحلق، وعينها مليئة بالدموع التي تكشف عن عمق الحزن الذي يعصف بقلبها. وفي لحظة، لاحظ الصايغ تعبيرات الحزن الواضحة على وجهها، فقرر أن يسألها عن سبب تلك الدموع التي كانت تملأ عينيها. عندما أخبرته السيدة بأنها بحاجة إلى المال لإجراء بعض التحاليل الطبية لابنتها المريضة، تأثر الصايغ بشدة.
لم يكن شراء الحلق هو ما فكر فيه، بل كان يفكر في كيفية مساعدة السيدة في محنتها. رفض عرضها لبيع الحلق وأعاد لها قيمته المالية، قائلاً إنه لا يريد أن يشتريه منها، بل يريد أن يدعمها بقدر استطاعته في هذه اللحظة الصعبة.
رسالة إنسانية:
تصرف الصايغ الذي يبدو بسيطًا في ظاهره، كان له تأثير عميق على السيدة. فقد كانت تلك اللفتة أكثر من مجرد مساعدة مالية؛ كانت بمثابة رسالة إنسانية تُظهر أن المجتمع لا يزال يقدر بعضه البعض في أوقات الحاجة، وأن التكاتف والمساعدة بين الأفراد يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا.
وفي تصريحات لها بعد الحادثة، عبرت السيدة عن شكرها وامتنانها للصايغ قائلة: "لم أتوقع هذا الموقف ظننت أنني سأضطر لبيع الحلق كي أتمكن من علاج ابنتي، لكن هذا الرجل أظهر لي أن هناك من يهتم ويساعد في أوقات الشدة."
التعاطف في زمن صعب:
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الكثير من الناس، تبقى مواقف مثل هذه تذكرنا بأن المال ليس هو العامل الوحيد الذي يحدد قيمة الإنسان. بل إن التعاطف والرحمة والمساعدة في أوقات الضيق تبقى أبرز الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الأفراد، لتكون بذلك طوق النجاة للبعض في لحظات الأزمات.
قد لا تكون هذه الحكاية استثنائية من حيث حدوثها في مجتمعاتنا، ولكنها تبرز في سياقها كدليل على أن هناك دائمًا أملًا في الخير، وأن الإنسانية لا تزال حية في قلوب البعض الذين يفضلون دعم غيرهم بكل ما يملكون من وسائل، حتى وإن كانت مجرد لفتة إنسانية بسيطة.
تظل هذه القصة في الذاكرة، ليس فقط لأنها أظهرت قوة التكاتف الاجتماعي، ولكن لأنها تبرز أن البعد الإنساني في المجتمع يمكن أن يُحدث فارقًا أكبر من أي مال أو مصلحة. ففي هذا الموقف، كانت القيم الإنسانية هي التي انتصرت.
0 تعليق