واصلت هيئة قناة السويس جهودها لتعويض الخسائر الناتجة عن اضطرابات منطقة البحر الأحمر وتأثيرها السلبي على حركة الملاحة الدولية.
في هذا الإطار، أعلنت الهيئة نجاح التشغيل التجريبي لمشروع ازدواج قناة السويس في منطقة البحيرات المرة الصغرى بطول 10 كيلومترات، كجزء من مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة بالقرب من مدينة السويس.
يأتي هذا الإنجاز رغم إعلان رئيس مجلس الوزراء عن خسائر للقناة بلغت 70% من إيراداتها خلال العام المنصرم.
عام 2024
لم يكن عام 2024 عامًا مميزًا في تاريخ قناة السويس، إذ سجلت القناة انخفاضًا في عائداتها بنسبة بلغت نحو 60% مقارنة بعام 2023.
يأتي هذا التراجع في وقت حساس كان الاقتصاد المصري يعتمد بشكل كبير على إيرادات القناة لدعم الموارد الدولارية، لا سيما مع التزامات دولية لسداد 38.7 مليار دولار لخدمة الدين الخارجي خلال العام نفسه.
مشروع ازدواج جديد
للتغلب على التحديات، أطلقت هيئة قناة السويس مشروع ازدواج البحيرات المرة الصغرى.
يهدف المشروع إلى تحسين الكفاءة التشغيلية للقناة وزيادة قدرتها على استيعاب حركة الملاحة المتزايدة، ما يسهم في تقليل فترات الانتظار وتعزيز السلامة الملاحية.
مشروعات القطاع الجنوبي
عقب حادثة جنوح السفينة البنمية إيفر جيفن في مارس 2021 بمنطقة السويس، أدركت الهيئة أهمية تطوير القطاع الجنوبي للقناة.
يستهدف هذا المشروع تقليل مخاطر حوادث السفن وزيادة معدلات الأمان الملاحي. وتتضمن خطة التطوير:
توسعة وتعميق القطاع الجنوبي
إضافة مناطق ازدواج جديدة لزيادة استيعاب السفن.
تعزيز البنية التحتية باستخدام تقنيات حديثة.
اضطرابات الإيرادات وتأثير الجيوسياسية
على مدار العقد الماضي، شهدت القناة طفرة في الإيرادات بفضل نمو التجارة العالمية وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة. لكن في عام 2024، تراجعت الإيرادات بشكل ملحوظ بسبب:
الهجمات الحوثية في منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
تحول بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب المخاطر.
تدهور الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.
ويظهر مشروع ازدواج البحيرات المرة الصغرى التزام هيئة قناة السويس بمواصلة تطوير بنيتها التحتية وتعزيز مكانتها كممر ملاحي عالمي.
و تتطلع الهيئة إلى استعادة ثقة العملاء وزيادة الإيرادات عبر تحسين خدماتها ومواجهة التحديات بفعالية.
0 تعليق