إيه اللي بيحصل في سوق القمح في مصر؟ وإزاي الحكومة بتتحرك لتأمين احتياجاتنا بالكامل رغم الأزمات الاقتصادية العالمية؟ وهل تعرف إننا لأول مرة من 10 سنين بنحقق قفزة ضخمة في واردات القمح؟ وده كله مع هبوط الأسعار العالمية للحبة الصفرا.. طيب إيه القصة؟ وإزاي جهاز "مستقبل مصر" بيقلب موازين اللعبة؟

خلال ديسمبر اللي فات.. الحكومة المصرية خدت خطوة مفاجئة لما نقلت مسؤولية شراء القمح بالكامل من هيئة السلع التموينية اللي كلنا عارفين إنها الجهة الرسمية المسؤولة عن الحبوب.. لجهاز جديد اسمه "مستقبل مصر".. الجهاز ده واللي تأسس في 2022 شغال بإدارة مختلفة للملف بالكامل.

طب ليه الخطوة دي حصلت؟

السبب الرئيسي كان تأمين احتياجات مصر من القمح بأكبر كميات ممكنة.. خصوصاً في ظل هبوط الأسعار العالمية خلال 2024..  أسعار القمح عالمياً نزلت بشكل كبير من أكتر من 350 دولار للطن في 2023 لحد حوالي 240 دولار للطن بس.. وده كان فرصة ماينفعش نضيعها.

وهي مصر استوردت كام طن في 2024؟

خلينا نقولك على الأرقام... مصر استوردت 14.2 مليون طن قمح في 2024.. ودي أعلى كمية من أكتر من 10 سنين.. لأننا  في 2014 كنا استوردنا حوالي 14.9 مليون طن .. لكن اللي حصل السنة اللي فاتت كان إنجاز بكل المقاييس.

مش بس كده.. الكميات الكبيرة اللي تم استيرادها رفعت احتياطي القمح في مصر لـ3.8 شهر حاليا.. لكن الجهاز الجديد مستهدف إنه يوصل بالاحتياطي الاستراتيجي لـ6 شهور قريب جدا.. واللي بيساعد على ده كمان هو وجود وفرة نسبية في الدولار مقارنة بالسنين اللي فاتت.

طب الكلام ده بيأثر علينا إزاي؟

لما يبقى فيه احتياطي كبير من القمح.. ده معناه أمان غذائي.. يعني مفيش خوف من أي نقص في رغيف العيش المدعّم.. وده بيضمن استقرار الأسعار في السوق المحلي.. وكمان مع وجود خطة واضحة لتخزين أكبر كمية ممكنة في وقت الأسعار فيه منخفضة الحكومة بتقدر تدير مواردها بشكل أفضل.

مش بس القمح... لو بصينا على احتياطيات البلد من السلع التانية زي الزيت والسكر هنلاقيها في أمان برضو.. مثلا احتياطي زيت الطعام 5.3 شهر، واحتياطي السكر وصل لـ11.8 شهر، وده في وقت موسم حصاد قصب السكر لسه بادئ في البلد.

في النهاية، السؤال اللي لازم نسأله هو .. هل خطوة جهاز "مستقبل مصر" هتكون المفتاح لتحويل إدارة الأمن الغذائي في مصر لمستوى جديد تماماً؟ وهل هنعرف نستغل الفرصة دي بالشكل الأمثل علشان نضمن استقرار الأسعار والأمان الغذائي على المدى الطويل؟