نقاد ينبهون إلى تعثر تسويق أفلام مغربية جديدة في القاعات السينمائية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نبه نقاد مغاربة إلى تفادي التأخر في طرح مجموعة من الأفلام المغربية، التي مرت في عدة مهرجانات، في صالات العرض المغربية، بالنظر إلى وجود “جماهير” تنتظر طرحها لتستطيع مشاهدتها بعد أن خطفت جوائز أو نالت إشادات في ملتقيات سينمائية وطنية ودولية، مبرزين أن “الجميع معنيّ بالتعاطي مع الأسباب التي قد تجعل دخول أفلام إلى القاعات” بمثابة “محنة فنية”.

وجدد النقاد المطلب المتعلق بضرورة “توفير منصة رقمية رسمية تشرف عليها الدولة، وتكون جامعة لجميع الأفلام، حتى يستطيع المواطنون مشاهدتها في حال تأخرها في الوصول إلى القاعات”، منبهين إلى “وجود أفلام لا تصل إلى العرض إلا بعد سنوات من خروجها إلى الوجود، بما يشكله ذلك من مساس بدمقرطة الفن السابع وضمان وصول المغاربة إلى المواد الفنية الجديدة”.

عوامل كثيرة

الناقد السينمائي إدريس القري أكد أن هذا الموضوع مطروح بالفعل ويعود إلى عدة أسباب، أهمها غياب شبكة وطنية حقيقية لتسويق وتوزيع الأفلام السينمائية المغربية، وكذا ضمان صناعة سينمائية تتيح معرفة تواريخ العرض بشكل مضبوط، مشيرا إلى “غياب قاعات سينمائية كذلك لديها الرغبة في تقديم الأعمال المغربية للمشاهد الباحث عنها أمام سيطرة شرائط الشباك”.

وسجل القري، في حديثه لهسبريس، “وجود أفلام ما زالت تتجول في المهرجانات الوطنية والدولية دون أن تجد رغبة حقيقية لدى القائمين على القاعات لتوزيعها. كما أن القاعات التجارية التي تحتكر السوق الوطنية تراعي مبيعات التذاكر بشكل مفصلي”، مضيفا “حان الوقت لإيجاد تحفيزات عمومية كي تجد الأفلام منفذاً إلى المشاهد المتعطش لسينما بتوقيع وطني”.

كما أشار إلى “وجود أفلام عرفت مشاكل منعتها من التواجد في القاعات، منها أنها غير مكتملة من الناحية الفنية أو بسبب تصدعات بين الجهة المنتجة وصناع الأفلام”، لافتا كذلك إلى “حساسية القاعات من بعض المضامين، التي تتضمن جرأة كبيرة وتعالج قضايا مثل المثلية، باستثناء تلك التي تتطرق إلى هذه المواضيع وتكون من إنتاج وإخراج أسماء معينة بارزة في سماء الفن السابع”.

مشكلة التوزيع

من جهته أوضح الناقد السينمائي مصطفى العلواني أن المشكل يرتبط بالتوزيع أساسا، مشيرا إلى أن “الدولة هي المنتج الأول للأعمال المغربية لكونها تقدم دعما سخيا لمشاريعها، ولكن مرحلة الإنتاج والاستغلال تعرف بعض التحديات، التي قد تعطّل التوزيع الجيد لأعمال مهمة ينتظرها المشاهدون المغاربة بفارغ الصبر”. وأضاف أن “الترويج بدوره ضعيف، والتسويق للأفلام الجيدة صار ضئيلا أيضا، رغم وجود استثناءات قليلة”.

ولفت المتحدث، في تصريحه لهسبريس، إلى “هيمنة الأفلام الفكاهية على القاعات، وهو ما يجعل أفلاما أخرى ذات جودة عالية لا تجد طريقها إلى العرض، وهذا راجع إلى كون شبكة التوزيع الحالية تفرض شروطها، التي أحيانا تكون غير مناسبة بالنسبة لصناع هذه الأفلام، بالإضافة إلى العدد المحتشم للقاعات السينمائية المغربية على مستوى التراب الوطني”، مضيفا “هذا تحد إضافي يبعد أفلاما رائعة عن القاعات”.

وتأسف العلواني لـ”عدم التعاطي مع هذا الإشكال لحد الآن، رغم معرفة أن هناك أفلاما جيدة ومتميزة فنيا وجماليا، وخطفت جوائز في عدة فعاليات، لكنها لم تمر ولو مرّة واحدة في القاعات الوطنية. كما أن بعضها يمر بشكل قبلي في قاعات بلدان أخرى أو لا يبقى في القاعات سوى أسبوعا واحدا”، مشيرا إلى أن “هذا يحرم العديد من المشاهدين المغاربة من متابعة أفلام يبحثون عنها وكانوا ينتظرون نزولها إلى القاعات”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق