انضمت أسعار ناقلات النفط إلى قائمة المتأثرين بحزمة العقوبات الأحدث التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على روسيا يوم الجمعة الماضية (10 يناير/كانون الثاني 2025).
وفرضت وزارة الخزانة عقوبات واسعة النطاق على شركتي "غازبروم نفط" و"سورغوت نفط غاز" الروسيتين، فضلًا عن 183 ناقلة، وتجّار ومسؤولين، ومقدّمي خدمات الحقول، وشركات تأمين من ذوي الصلة بالتجارة الأهم لخزينة الكرملين.
وتشير تقديرات إلى أن القيود الأخيرة تغطّي 35% من ناقلات أسطول الظل التي تشحن النفط الخاضع للعقوبات من روسيا وإيران وفنزويلا، بعيدًا عن أعين العقوبات وسقف الأسعار، بعد الحرب على أوكرانيا مطلع عام 2022.
وأدت العقوبات إلى ارتفاع أسعار النفط، وزادت رهانات مديري الأموال الصعودية على خام برنت، وتحولت مصافي التكرير في الهند والصين إلى البحث عن بدائل، كما توقفت شحنات النفط والغاز المسال في عرض البحر بحثًا عن مشترين، وفق تحديثات قطاع النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أسعار ناقلات النفط في 15 يناير
كشف تجّار ووسطاء عن استمرار المسار الصعودي لارتفاع أسعار ناقلات النفط بدعم من التوقعات بشح المعروض العالمي من تلك السفن، وارتفاع الطلب على خامات الشرق الأوسط.
وحجزت شركة شل متعددة الجنسيات 3 ناقلات من النوع الكبير جدًا (VLCC) بسعر إيجار 70 دولارًا للطن للتحميل من الشرق الأوسط في مطلع شهر فبراير/شباط (2025).
وبالسعر ذاته، حجزت مصفاة شنغهونغ الصينية ناقلتي نفط من النوع نفسه القادر على شحن مليوني برميل للتحميل في الشهر المقبل أيضًا.
يُقارن ذلك بسعر يتراوح بين 51 و52.25 دولارًا دفعته شركة يونبيك الصينية (Unipec) مقابل إيجار ناقلتي نفط من النوع الكبير جدًا لتحميل نفط الشرق الأوسط في أواخر يناير/كانون الثاني الجاري، وذلك يوم 10 يناير/كانون الثاني 2025.
كما رصدت منصة الطاقة المتخصصة شراء الشركة -وهي الذراع التجارية لشركة سينوبك أكبر مصفاة في آسيا- 3 ملايين برميل من النفط الخام من أوروبا وأفريقيا.
وتفصيليًا، اشترت الشركة مليوني برميل من خام يوهان سفيردروب النرويجي، ومليون من خام سانغومار السنغالي، ومزيج تين الغاني وجيبنو الأنغولي، إضافة لخامات أخرى.
ومنذ يوم الجمعة حتى الثلاثاء، حجزت "يونيبك" 8 ناقلات نفط للشحن من الشرق الأوسط.
وبالنسبة لمصافي الصين الأخرى -بتروتشاينا ورونغشينغ- فقد حددت استئجار ناقلة واحدة لشحن نفط الشرق الأوسط إلى بلادها.
ويرى المدير العالمي لأبحاث الشحن في "أويل بروكريدج" (Oil Brokerage) أنوب سينغ أنه "يتعين على المصافي البحث عن خامات بديلة.. هذا هو المحرك الرئيس لارتفاع أسعار ناقلات النفط".
يُشار هنا إلى أن ارتفاع أسعار الناقلات والعلاوات (فروق الأسعار) بالسوق الفورية لنفط الشرق الأوسط تقلل هوامش أرباح المصافي الأسيوية.
وفي سنغافورة، انخفضت الهوامش إلى 1.15 دولارًا للبرميل نزولًا من 4.69 دولارًا، في اليوم الذي يسبق العقوبات على النفط الروسي 9 يناير/كانون الثاني 2025.
الطلب على نفط الشرق الأوسط
سجّل الطلب على نفط الشرق الأوسط ارتفاعًا بما يغذّي ارتفاع أسعار ناقلات النفط إلى الصين أكبر الدول المستوردة للنفط في 2024، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وبالفعل، نقل أحد الوسطاء توقعات التجّار بأن ترتفع أكثر أسعار ناقلات النفط بدعم من تزايد الطلب للتحميل من المملكة العربية السعودية في فبراير/شباط.
وارتفعت أسعار ناقلات النفط الكبيرة جدًا من الشرق الأوسط إلى الصين إلى 70.45 دولارًا للطن اليوم الأربعاء (15 يناير/كانون الثاني 2025)، بزيادة 10.75 دولارًا عن الأمس.
وبنسبة 15% ارتفعت أسعار إيجار الناقلة الواحدة عبر ذلك الطريق، لتصل إلى 4.1 ملايين دولار.
وبالتوازي، سجّلت أسعار ناقلات النفط عبر الطرق الأخرى ارتفاعًا مماثلًا؛ إذ قفزت من الشرق الأوسط إلى سنغافورة بمقدار 10.45 دولارًا، لتصل إلى 71.80 دولارًا.
كما ارتفعت الأسعار من الخليج الأميركي إلى الصين، لتكلّف الرحلة الواحدة 8.715 مليون دولار، بزيادة بمقدار 1.89 مليون دولار مقارنةً بأمس الثلاثاء (14 يناير/كانون الثاني).
كما ارتفعت أسعار ناقلات النفط الروسي إلى الصين بعد العقوبات؛ لتقفز بأكثر من الضعف إلى 3.5 ملايين دولار الرحلات من ميناء كوزمينو إلى شمال الصين.
وهنا، يتوقع محللون بأن يتزايد شح المعروض من ناقلات النفط غير الخاضعة للعقوبات؛ إذ يسعى التجّار إلى ضمّ سفن جديدة على أسطول الظل لنقل الخامات الروسية والإيرانية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- ارتفاع أسعار ناقلات النفط بعد العقوبات من وكالة رويترز
- تأثير العقوبات في توافر ناقلات النفط من وكالة رويترز
0 تعليق