أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن خطبة الجمعة غدًا في مساجد مصر ستتطرق إلى التحذير من التكفير وأثره الخطير على وحدة الأمة، مضيفا أنه سيتم التركيز على "خطورة التكفير، هذا الفعل الذي يؤدي إلى تفرقة الأمة الإسلامية، ويشوه صورة الدين، بل وقد يؤدي إلى استباحة الدماء."
وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن التكفير ليس مجرد كلمة، بل هو قضية كبيرة جدًا في الشريعة الإسلامية، لافتا إلى أن التكفير كان موجودًا في تاريخ البشرية بشكل عام، وفي تاريخنا الإسلامي تحديدًا، وعانينا منه في فترات مختلفة، وهناك جماعات وفرق كانت ترفع هذا اللواء على مدار التاريخ، وكان لكل عصر طابع خاص بها، لكن هذه الفكرة في الوقت الحالي تُستخدم بشكل خاطئ من قبل البعض، مما يؤدي إلى تشويه صورة الدين الإسلامي"
وأشار الدكتور أيمن إلى أن هذه الخطبة تأتي في إطار حماية شباب الأمة من الفكر التكفيري الذي يروج له بعض الأفراد، خاصة الشباب، بدافع الغيرة على الدين والحماسة، قد يتصورون بعض الأمور بشكل خاطئ، ويبدأون بتشدد، ثم ينظرون إلى الآخرين باعتبارهم مفرطين في الدين، وقد يصل بهم الأمر إلى تكفيرهم"
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن ما شهدناه في أوقات سابقة من موجات إرهابية كان مثالًا حيًا على مخاطر التكفير، كما حدث في حادثة مسجد الروضة بشمال سيناء، حيث قتل المجرمون المصلين أثناء صلاة الجمعة، وكانوا يعتقدون أن هؤلاء المصلين ليسوا مسلمين، رغم أنهم كانوا يؤدون الصلاة ويشتركون في ذات العقيدة، وهذا هو أحد تجليات الفكر التكفيري الذي لا يرى إلا ما يراه هو.
وحذر من خطورة التكفير كأداة من أدوات الإرهاب الفكري التي قد تستغلها بعض الجهات لأهداف سياسية أو اجتماعية، وهناك جهات تعرف تمامًا أنها تروج لأفكار لا تمت بصلة للدين، ولكن هناك آخرون يقعون فريسة للجهل ويعتقدون أن تكفير الآخرين هو عمل ديني صحيح.
وشدد على أن التكفير ليس حقًا لأي فرد، بل هو أمر مختص بالقضاء الشرعي والفقهاء المتخصصين، ومن حق القضاء والعلماء المختصين أن يحددوا ما إذا كان الشخص كافرًا أم لا، أما الأفراد العاديون، فلا يجوز لهم أن يتخذوا هذا الحكم. فالله وحده يعلم ما في القلوب، ولا يحق لأحد أن يحكم على شخص آخر بناءً على تصرفاته فقط."
0 تعليق