كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تعاون غير مسبوق بين الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
هذا الاتفاق، الذي استغرق التفاوض عليه أشهراً طويلة، جسد لحظة نادرة من الوحدة بين زعيمين من حزبين متعارضين لتحقيق هدف مشترك، رغم استمرار المنافسة بينهما حول نسب الفضل.
تعاون نادر في واشنطن
في مشهد غير معتاد في السياسة الأمريكية، عملت إدارتا بايدن وترامب معاً في فترة انتقالية حساسة.
- توجيهات مشتركة: وجه بايدن وترامب مستشاريهما للتعاون بهدف إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس، الذي استمر 15 شهراً وأدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
- أهداف سياسية: لكل رئيس دوافعه الخاصة:
- بالنسبة لبايدن، كان الاتفاق فرصة لإنهاء ولاية صعبة بإنجاز دبلوماسي، وإنقاذ رهائن أمريكيين وإسرائيليين.
- أما ترامب، فرأى الاتفاق كوسيلة لتخفيف أعباء الصراع مع توليه ولاية جديدة.
تسوية الخلافات لتحقيق الهدف
رغم هذا التعاون، لم يكن الاتفاق بعيداً عن التوترات:
- تبادل الطرفان التصريحات حول نسب الفضل، مما يعكس عودة المشهد السياسي إلى استقطابه المعتاد.
- إلا أن دبلوماسيين ومحللين أكدوا أن نجاح الاتفاق يعود إلى الجهود المشتركة للطرفين، مع دور بارز لعبه مبعوث بايدن، بريت ماكجورك.
تأثير عودة ترامب
- عودة ترامب الوشيكة للبيت الأبيض دفعت الأطراف المتصارعة إلى إعادة تقييم مواقفها.
- تهديد ترامب باتخاذ مواقف صارمة إذا لم تُطلق سراح الرهائن قبل تنصيبه، لعب دوراً في تغيير حسابات الأطراف، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان مدركاً لضرورة إنهاء الأزمة قبل ولاية ترامب الثانية.
صفقة السلام: استكمال لجهود بايدن وترامب
- الاتفاق النهائي، الذي أُعلن قبل خمسة أيام من تسليم بايدن السلطة، يعكس نسخة مُعدلة من خطة قدمتها إدارة بايدن في مايو الماضي.
- نجاح الاتفاق عزز فكرة أن التعاون بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة، رغم التحديات، يمكن أن يحقق نتائج ملموسة.
شراكة مشروطة ونتائج مستدامة؟
وصف الخبراء هذا التعاون بين بايدن وترامب بأنه لحظة نادرة في التاريخ الأمريكي.
- مارا رودمان، نائبة المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط في عهد أوباما، اعتبرت أن النجاح يعود إلى كونه جهداً مشتركاً، مما عزز مصداقيته.
- ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى استدامة هذه النتائج وسط انقسامات سياسية داخلية وإقليمية.
الاتفاق، الذي يبدأ سريانه يوم الأحد المقبل، يمثل خطوة كبيرة نحو تهدئة واحدة من أكثر الحروب دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويعكس الأثر المحتمل للتعاون، حتى بين الخصوم السياسيين، في أوقات الأزمات.
0 تعليق