عشية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة أمام الرئيس السابق جو بايدن، عمدت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) إلى تحديث صفحة المملكة المغربية على موقعها الرسمي على الإنترنت، وذلك عبر نشر خريطة المملكة كاملة تشمل الصحراء المغربية.
فضلا عن ذلك، ذكّرت الوكالة في قصاصة رافقت خريطة المغرب بأنه “في عام 2020 اعترفت الولايات المتحدة بالصحراء الغربية كجزء من المغرب”، في إشارة اعتبرها الملاحظون تثبيتا لموقف إدارة ترامب بعد ولاية بايدن التي لم تعرف القضية خلالها خطوات حاسمة ولا تراجعا.
في هذا السياق، أكد الأكاديمي المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة أن نشر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خريطة المملكة المغربية كاملة عشية تولي الرئيس ترامب مهامه، “يحمل رسائل سياسية قوية”، معتبرا أن هذا الفعل “ليس اعتباطيا أو عشوائيا”، بل يتماشى مع الموقف الذي اتخذته إدارة ترامب بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وأشار العمراني بوخبزة إلى أن هذه الخطوة “تتناغم مع الموقف الأمريكي المتبنى من قبل الإدارة الديمقراطية والجمهورية بشكل أكبر، وهو ما يعزز التوجه نحو تسريع التحولات المرتبطة بهذا النزاع”.
وأضاف أن الرسالة الموجهة من خلال هذا النشر “تستدعي من الدبلوماسية المغربية اتخاذ خطوات سريعة وفعالة لتعزيز التعاون مع الإدارة الأمريكية؛ فالتقارب الحالي بين المغرب والولايات المتحدة يمكن استثماره لدفع المزيد من التحولات الإيجابية في قضية الصحراء، وتحديدا في إطار مواجهة الطموحات الجزائرية وداعميها”. ويرى بوخبزة أن سنة 2025 “يجب أن تكون سنة حاسمة لإنهاء هذه الطموحات بشكل تام”.
وختم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن “هناك ترقبا كبيرا من الجانب الجزائري لما قد يقوم به الرئيس ترامب في المستقبل القريب، مما يتطلب من المغرب استغلال الفرصة والتحرك بحزم لضمان تثبيت مواقفه في الساحة الدولية مستفيدا من هذه الرسالة السياسية المهمة”.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي لحسن أقرطيط أن نشر خريطة المغرب كاملة على موقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، “يعكس التزام الولايات المتحدة بموقفها الذي تم الإعلان عنه سابقا، ويظهر أيضا أن هذا الموقف قد تم ترسيخه على مستوى المؤسسات الفيدرالية الأمريكية، بما في ذلك المؤسسات الأمنية والوطنية الأخرى”.
وأوضح أقرطيط، في حديث لهسبريس، أن هذه الرسالة “موجهة بوضوح إلى الجزائر وجبهة البوليساريو”، مشيرا إلى أن ولاية دونالد ترامب “ستشهد تثبيتا للموقف الأمريكي الذي تم الإعلان عنه في عام 2020 أثناء توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة. وذكر أن “هذا الاتفاق كان مصحوبا بموقف السفير الأمريكي في المغرب الذي قدم خريطة كاملة للمملكة إلى جلالة الملك محمد السادس”.
وأضاف أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستكون خطوة جديدة نحو تنفيذ التحولات المتوقعة، بما في ذلك افتتاح قنصلية أمريكية في الصحراء المغربية، خالصا إلى أن نشر وكالة الاستخبارات المركزية لهذه الخريطة “يؤكد مدى قوة الرسالة، إذ تعتبر الوكالة إحدى المؤسسات الفيدرالية الأكثر نفوذا في النظام السياسي الأمريكي، وتعمل بشكل رئيسي على القضايا الخارجية”.
0 تعليق