شبح العطش يحوم فوق أيت حمو

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قلب جبال ورزازات، حيث تمتزج صلابة الطبيعة مع قسوة الحياة اليومية، تعيش ساكنة دواوير قبيلة أيت حمو التابعة لجماعة وسلسات مأساة صامتة تثقل كاهلها منذ سنوات. هنا، في هذه الدواوير النائية، لا يملك السكان سوى الصبر في مواجهة العطش الذي أصبح جزءا من روتينهم اليومي.

كل صباح يستيقظ الأطفال والنساء ليبدؤوا رحلة شاقة نحو العيون البعيدة، حيث يحملون أوانيهم الفارغة ويتنقلون عبر التضاريس القاسية بحثا عن قطرة ماء تروي عطشهم وتبقيهم على قيد الحياة. مشاهد كهذه لم تعد استثناء، بل تحولت إلى جزء من واقع مرير يعكس إهمالا طال أمده.

رغم الطبيعة الخلابة المحيطة بهم يعيش سكان هذه الدواوير معاناة تخفي خلفها جراحا عميقة؛ الماء الذي يمثل أساس الحياة غائب عن بيوتهم، والشقوق التي تغزو الأواني الفارغة، والأيدي المتعبة من حمل الدلاء الثقيلة، تعكس صراعا يوميا لا يراه أحد إلا من عاشه.

وفي ظل هذه الأوضاع القاتمة مازالت أصوات الفعاليات الجمعوية بهذه الدواير النائية تصدح، مطالبة بحق الساكنة في الماء الصالح للشرب، وموضحة أن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأخير، خاصة أن المغرب على موعد مع تنظيم أكبر تظاهرة رياضية عالمية سنة 2030.

في محاولة لتسليط الضوء على هذه المعاناة عبرت فعاليات جمعوية من المنطقة، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن استيائها من الوضع المزري الذي تعيشه دواوير أيت حمو، مشيرة إلى أن العطش أصبح جزءا من الحياة اليومية للساكنة المعنية، وكأنها محكومة بعيش هذه المأساة إلى الأبد، وفقها.

وفي هذا الإطار يقول الحسين أيت بلا، فاعل جمعوي وأحد المدافعين عن مطلب الماء الصالح للشرب بدواوير قبيلة أيت حمو، إن النساء يقطعن مسافات طويلة وسط ظروف صعبة للحصول على الماء الصالح للشرب، مضيفا أن هذا الوضع ليس وليد اليوم، بل طال أمده، والساكنة عاشته لعقود أو قرون من الزمن، وفق تعبيره.

من جهته أوضح محمد أيت سعيد، فاعل جمعوي آخر من هذه القبيلة، أن العديد من الأسر تلجأ إلى مياه غير آمنة، ما يشكل خطرا على صحة أفرادها، خصوصا الأطفال وكبار السن، مضيفا: “نطالب بربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب، فهذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يضع حدا لهذه المعاناة المستمرة، خاصة أن المنطقة تعاني من موجات جفاف متكررة”.

أما فاطمة أيت الحاج، وهي من الساكنة وأم لأبناء، فأكدت أن “النساء يتحملن العبء الأكبر لهذه الأزمة”، مضيفة: “نستيقظ باكرا كل يوم لنبدأ رحلة البحث عن الماء، ونعود منهكات لنواجه مسؤولياتنا اليومية”، وزادت: “هذا الوضع لم يعد مقبولا. نحن بحاجة إلى تدخل فوري”.

وفي ظل هذه الظروف المتمثلة في غياب الماء الصالح للشرب تتعالى أصوات السكان والفعاليات الجمعوية مطالبة بتدخل عاجل من طرف الجهات المعنية، وخاصة عمالة إقليم ورزازات، وذلك من أجل ربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب كحل جذري ودائم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق