لحسن بلمودن يخلف إرثًا فنيًا خالدًا

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ودعّت الساحة الفنية والموسيقية الأمازيغية بالمغرب، الاثنين المنصرم، الفنان الكبير و”الرايس” لحسن بلمودن، الذي رحل عن دنيانا تاركا وراءه إرثا فنيا سيظل خالدا في ذاكرة الأجيال الحالية والمقبلة من الفنانين الأمازيغ، وأثرا لا يمحى في قلب كل من سمع نغمات آلة الرباب.

ويوصف الراحل، الذي وُلِد في خمسينيات القرن الماضي بمنطقة شيشاوة، بـ”أسطورة آلة الرباب” وأحد أعمدة “فن الروايس” أو “أمارك ن الروايس”؛ فقد عاصر كبار فناني هذا اللون الموسيقي، ولم يكن مجرد فنان.. بل كان مدرسة فنية ومايسترو حقيقيا ينسج من أوتار الرباب ألحانا ونغمات تعكس أصالة الفن الأمازيغي وفخامته.

وساهم بلمودن، طوال حياته، في مئات الأشرطة الغنائية؛ لتصبح أعماله الفنية مرجعا مهما في تاريخ الموسيقى الأمازيغية، إلى جانب مشاركته في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية التي كانت بمثابة احتفاء حقيقي بفن الروايس الأصيل واعترافا بمكانة الرجل الذي خط اسمه بمداد من ذهب في سجل هذا الفن الذي ساهم في نشره بين الأجيال الجديدة وفي تحفيز الفنانين الشباب على اكتشافه.

كان الرايس لحسن بلمودن، واسمُه الحقيقي لحسن الأنصاري، جزءا لا يتجزأ من تطور الفن الأمازيغي؛ فقد استطاع بفضل التزامه ورؤيته الفنية أن يعيد للأغنية الأمازيغية رونقها وجاذبيتها، وهو الذي طور “أمارك ن الروايس” ولم يكتفِ بتقليد ما تلقنه على يد من سبقه من أساتذة هذا اللون الفني، بل أضاف عليه لمسات من الإبداع والألحان التي صاغها بحنجرته الذهبية.

رحيل الرجل يشكل بكل تأكيد خسارة كبيرة للوسط الفني الأمازيغي، هو الذي خط بيديه بصمات لن تُنسى وستظل حاضرة في الجميع كونه رمزا من رموز الفن الأمازيغي العريق والملتزم، إذ لا يمكن أن يغيب عن ذاكرة “إيمازيغن” صوت الرباب الذي عزفه بكل حب وشغف وبخبرة عميقة تأسر المستمع وتجمع بين جمال الأداء وحسن التنسيق الفني الدقيق.

وكان الرايس لحسن بلمودن واحدا من أبرز رموز الفلكلور الأمازيغي، الذي سيظل حيا في قلوب عشاق الفن الأمازيغي، الذي اعترف بموهبته الفنية عدد من الفنانين والروايس على غرار الفنان الراحل هو الآخر، محمد أبعمران، المعروف بـ”بوتفوناست”، الذي قال في إحدى السهرات إن “بلمودن لا يوجد مثله وسيخسر الفن الكثير برحيله”.

ونعت النقابة المغربية للمهن الموسيقية الفرع الجهوي لجهة سوس ماسة الفنان الراحل، مؤكدة في بلاغ لها أن “الرايس لحسن بلمودن يعد أحد أمهر العازفين على آلة الرباب الأمازيغي السوسي الذي شارك مع العديد من الفرق الموسيقية ورافق العديد من الروايس والرايسات من مختلف الأجيال”.

واعتبر الفرع الجهوي للهيئة المهنية سالف الذكر أن “الفضل في المكانة المتميزة والمحترمة التي يحظى بها داخل الأوساط الفنية يرجع إلى مهاراته في العزف وإلمامه بكل تفاصيل الرباب؛ وهو ما أهله إلى المساهمة في أزيد من 2000 شريط غنائي أنتجت إلى الآن، كما ساهم في المشهد الموسيقي الأمازيغي بمقاطع موسيقية أثبتت قوته وأصالته فنيا واحترافيا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق