النهضة التنموية للصحراء تستأثر باهتمام برلمان "مجموعة وسط إفريقيا"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استقبل عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، مرافقا بحمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس الجهة، اليوم الخميس بمقر ولاية العيون، إيفاريست انغمانا (Evariste NGAMANA)، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (إيكاس)، الذي يقود وفدا رفيع المستوى في زيارة ميدانية للأقاليم الجنوبية، وذلك استجابة لدعوة رئيس مجلس المستشارين، للاطلاع على مستجدات الوضع السياسي والاقتصادي بالصحراء المغربية.

في هذا الصدد، قال والي جهة العيون الساقية الحمراء، إن العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية إفريقيا الوسطى تعكس نموذجا للتعاون المثمر، القائم على مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة البناءة، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن الإطار القاري، مبرزا الأهمية الكبرى التي توليها المملكة لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، في سياق الرؤية الملكية الاستراتيجية للملك محمد السادس، الهادفة إلى إرساء شراكات متينة تقوم على التضامن والتنمية المشتركة.

كما سلط بكرات الضوء على المؤهلات الاستراتيجية التي تتميز بها جهة العيون الساقية الحمراء، سواء من حيث الموارد الطبيعية أو البنيات التحتية المتطورة، مما يجعلها مرشحة لأن تصبح قطبا اقتصاديا إقليميا ومركزا محوريا للتبادل التجاري، لافتا إلى أن هذه الدينامية التنموية تتماشى مع النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، كخارطة طريق استراتيجية تهدف إلى تسريع التنمية المحلية وتعزيز الاندماج الاقتصادي مع باقي الدول الإفريقية.

وفي خضم المباحثات، أوضح المسؤول الترابي ذاته أن “المغرب قام سنة 2015 بمراجعة جذرية للقوانين التنظيمية المرتبطة بالجماعات الترابية، بهدف تكريس الجهوية المتقدمة كإطار إصلاحي شامل يسهم في تمكين الجهات من لعب دورها كقاطرة للتنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن “البرنامج التنموي الطموح الذي أعدته المملكة للأقاليم الجنوبية يشمل قطاعات استراتيجية كالبنية التحتية، والصحة، والتعليم والتكوين المهني، إلى جانب الطاقات المتجددة والصيد البحري”.

وفي ختام كلمته، نوه عبد السلام بكرات، بالموقف الواضح والراسخ لجمهورية إفريقيا الوسطى تجاه قضية الوحدة الترابية للمملكة، معتبرا أن “دعمها المتواصل يشكل لبنة إضافية في صرح التضامن الإفريقي الذي يسعى المغرب إلى تعزيزه، بما يخدم مصالح القارة ويكرس الاستقرار والتنمية فيها”.

من جانبه، أعرب رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، إيفاريست انغمانا، عن شكره وامتنانه للمملكة المغربية على الدعوة الكريمة التي أتاحتها له للقيام بهذه الزيارة رفيعة المستوى إلى الصحراء المغربية، منوها بـحفاوة الاستقبال الذي حظي به هو والأعضاء المرافقون له من طرف والي الجهة وممثلي ساكنة المنطقة الشرعيين، مجددا دعم المجموعة الثابت لمغربية الصحراء.

وعبّر انغمانا خلال المباحثات عن تقديره الكبير للرؤية الحكيمة للملك محمد السادس ولجهوده المستمرة لتعزيز التضامن الإفريقي والاندماج الإقليمي، مؤكدا التزامه الكامل بالعمل على توطيد العلاقات التاريخية والروابط المتينة بين المملكة المغربية ودول المجموعة.

وأكد على الأدوار المحورية التي تضطلع بها المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية وتقريب الرؤى بين الشعوب، موضحا أن “برلمان المجموعة يواكب قادة الدول في مساعيهم الرامية إلى تعميق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف”، مشيرا إلى “المكاسب التي حققتها دول المجموعة في تعاونها المثمر مع المغرب، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والدبلوماسية، التي تمثل نماذج يُحتذى بها للتكامل الإقليمي”.

وأشاد المسؤول الإفريقي بالمبادرات الريادية التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز التعاون الإفريقي، مشددا على أهمية المشاريع الكبرى التي تُجسد هذه الرؤية، ومن أبرزها مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي ومبادرات تثمين البعد الأطلسي الإفريقي، مضيفا أن “دعم المجموعة لهذه المشاريع يكتسب أبعادا استراتيجية، خاصة مع الانضمام المتوقع لخمس دول جديدة إلى عضوية المجموعة، مما يعزز فرص تحقيق التنمية المشتركة على نطاق أوسع”.

وفي ختام كلمته، سلط انغمانا الضوء على التحديات المتنامية التي تواجه القارة الإفريقية، مذكرا بـ”الحاجة الملحة لتكثيف التعاون وتوحيد الجهود في إطار مقاربات جماعية تعزز التعاضد والاعتماد المتبادل بين الدول الإفريقية”، مشددا على “أهمية هذه الزيارة التي تشكل منعطفا مهما في العلاقات المغربية مع دول المجموعة، وتفتح آفاقا جديدة لتعزيز التعاون بما يخدم مصالح الشعوب الإفريقية، في إطار مبدأ شراكة رابح-رابح والتعاون جنوب-جنوب”.

من جانبه، أكد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، حمدي ولد الرشيد، على الدينامية التنموية التي تشهدها أقاليم الجهة، مستعرضا أبرز المشاريع الكبرى والبرامج التنموية التي تعززت في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، موضحا أن “هذه المشاريع الملكية الطموحة تمثل نقطة تحول غير مسبوقة في مسار التنمية بالصحراء المغربية”، مشيرا إلى دور المجلس في مواكبة هذه الأوراش وتحقيق الأهداف التنموية.

وقدم ولد الرشيد خلال المحادثات عرضا حول تركيبة ومهام مجلس الجهة كمؤسسة منتخبة تمثل تطلعات ساكنة المنطقة، وتعمل وفق قيم الديمقراطية والتدبير الحر للشأن المحلي، مؤكدا أن “المجلس يضع على رأس أولوياته تعزيز البنية التحتية، وتطوير قطاعات التعليم، والصحة، والاقتصاد، بما ينسجم مع رؤية المملكة لتعزيز التنمية المستدامة”.

كما دعا رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء وفد إفريقيا الوسطى إلى التجول بحرية في مدينة العيون لمعاينة الإنجازات التنموية عن كثب، مؤكدا أن “المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، نجحت في كسب رهانات التنمية بالصحراء، إلى جانب تحقيق مكاسب دبلوماسية تعزز السيادة المغربية والدفاع عن وحدتها الترابية”.

الوفد الذي يضم في تشكيلته ميتوغو أفومو بيدرو أوندو، نائب رئيس البرلمان، وتونغو كامبي ألان دي جيرفيه، الكاتب العام للبرلمان، إلى جانب بيير فرانسوا بييمي إيفينا، القائم بالأعمال بسفارة جمهورية إفريقيا الوسطى بالمملكة المغربية، ونغامانا ني ماندازو لور إيديات مارتين، الأمين العام لبرلمان المجموعة، انتقل إلى مقر مجلس جماعة العيون حيث عقد لقاء مع مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جماعة العيون، رفقة عدد من أعضاء المجلس.

وفي هذا الإطار، قدم ولد الرشيد أمام الوفد معظم النتائج المتقدمة التي تم تحقيقها في المجالات التنموية بكبرى حواضر الصحراء المغربية، كما أكد لأعضاء الوفد صدق وجدية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 كحل نهائي لنزاع الصحراء المفتعل يضمن للصحراويين العيش بكرامة داخل الوطن الواحد.

بعد ذلك قدم ولد الرشيد عرضا مفصلا حول تاريخ مدينة العيون وتطورها منذ رحيل الاستعمار الإسباني، والإنجازات الهامة التي تحققت في مختلف المجالات بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة منذ استرجاع هذه المدينة إلى حضن الوطن بعد المسيرة الخضراء سنة 1975.

كما بسط رئيس المجلس الجماعي للعيون، بالأرقام، المشاريع والأوراش التنموية الواعدة التي أنجزت في المدينة خلال السنوات الأخيرة، مسلطا الضوء على الاستثمارات الكبرى التي تم تخصيصها لتأهيل البنية التحتية، وتحسين الخدمات الأساسية، وتطوير المرافق العمومية، وأشار إلى مشاريع هامة شملت بناء الطرق، وتوسيع شبكة الإنارة العمومية، وإنشاء مساحات خضراء ومراكز ثقافية ورياضية واجتماعية، وأكد أن هذه “المشاريع ساهمت في تحسين جودة حياة المواطنين، ودعم الدينامية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، بما جعلها نموذجا تنمويا رائدا في القارة الإفريقية”.

وفي هذا الصدد، قال إيفاريست نغمانا، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (إيكاس)، إن زيارته إلى مدينة العيون تندرج في إطار تعزيز علاقات التعاون بين المغرب ودول المجموعة، مشيرا إلى أن “هذه الزيارة التي تأتي بدعوة كريمة من محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، تعكس التزام المجموعة بدعم مغربية الصحراء، في ظل الرؤية الملكية التي تُرسّخ قيم التضامن والاندماج الإفريقي”.

وأضاف نغمانا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المشاريع التنموية التي اطلع عليها الوفد، والتي ترتكز على مجالات رئيسية كالبنية التحتية والطاقة المتجددة والتعليم، تؤكد الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس في تحويل الأقاليم الجنوبية إلى قطب اقتصادي رائد ومركز إقليمي للتنمية”، مشيدا بـ”حجم الإنجازات التنموية التي تحققت في المنطقة، والتي تعكس نهجا استراتيجيا يضع مصلحة المواطنين في صلب الأولويات”، واعتبر أن “هذه الدينامية التنموية تعكس قدرة المملكة على تحقيق نقلة نوعية في التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الإقليمي”.

وأشار رئيس البرلمان الإفريقي إلى أهمية تعزيز الشراكات الثنائية بين المغرب ودول المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، داعيا إلى إرساء إطار مؤسسي للتشاور والتعاون يخدم المصالح المشتركة، مشددا على أن “تعزيز التعاون جنوب-جنوب هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية الشاملة”، مشيدا بـ”مبادرات المغرب في هذا الإطار، التي تعد نموذجا يحتذى به على المستوى القاري”.

من جهته، أكد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، أن زيارة رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا والوفد المرافق له إلى مدينة العيون، مكنته من الاطلاع على المنجزات التنموية الكبيرة التي تحققت بهذه المدينة خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل العناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس لهذه الربوع.

وأضاف ولد الرشيد، في حديث خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مباحثاته مع الوفد تناولت التطورات التي يعرفها النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، والانتصارات الديبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب على صعيد تعزيز وحدته الترابية وتكريس سيادته على أقاليمه الجنوبية”، مثمنا “الموقف الثابت لبرلمان هذه المجموعة الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

وعلى صعيد آخر، قام وفد برلمان “إيكاس” بزيارة ميدانية شملت عددا من أهم الأوراش التنموية بالمدينة، حيث اطلع عن كثب على الجهود المبذولة لضمان التنمية الشاملة والمندمجة للجهة، كما زار منطقة القرية الرياضية التي تحتوي على عدد من ملاعب القرب المخصصة لكرة القدم، ومكتبة محمد السادس الوسائطية، والقاعات الرياضية المغطاة، إلى جانب وقوفه على تخصصات مدينة المهن والكفاءات، وزيارة كلية الطب والمستشفى الجامعي الذي شارف على الانتهاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق