أعلنت الحكومة المغربية عن تفشي داء الحصبة، المعروف محليًا بـ"بوحمرون"، في العديد من المناطق، مسجلة أكثر من 25 ألف إصابة منذ سبتمبر 2023. وأكدت وزارة الصحة أن المرض تسبب في وفاة 120 طفلًا حتى الآن، مما أثار حالة من القلق بين المواطنين، خاصة مع سرعة انتشار المرض بين الأطفال في ظل انخفاض معدلات التلقيح خلال السنوات الماضية.
في مؤتمر صحفي، أوضح مصطفى بايتاس، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، أن المرض عاد بشكل ملحوظ نتيجة تراجع نسب التلقيح خلال جائحة كورونا وانتشار المعلومات المغلوطة التي أثرت على ثقة المواطنين في اللقاحات. وأضاف: "لوحظ تسارع في ارتفاع الحالات، خاصة بين الأطفال، بسبب التأخر في تلقي الجرعات الوقائية".
تراجع التلقيح والمعلومات المغلوطة: أسباب الأزمة
تزامنت عودة "بوحمرون" مع تراجع كبير في نسب التلقيح خلال وبعد جائحة كورونا، حيث تعطلت الحملات الصحية الروتينية بسبب قيود الإغلاق والضغوط التي واجهتها المنظومة الصحية. إضافة إلى ذلك، أسهمت المعلومات الخاطئة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة الشكوك حول سلامة اللقاحات، ما أدى إلى عزوف عدد من العائلات عن تطعيم أطفالها.
وأكد المتحدث باسم الحكومة أن "المعلومات المغلوطة تلعب دورًا مدمرًا في تقويض الجهود الصحية، مما يعرض حياة الأطفال للخطر ويهدد الصحة العامة".
استجابة حكومية عاجلة للحد من تفشي المرض
لم تتأخر الحكومة المغربية في الرد على الأزمة، حيث أطلقت وزارة الصحة حملة وطنية واسعة للتلقيح ضد الحصبة وأمراض أخرى منذ 28 أكتوبر 2024، وتم تمديد الحملة لتشمل جميع الفئات المستهدفة. كما أقامت الحكومة 12 مركزًا إقليميًا للطوارئ الصحية لمتابعة الوضع وضمان وصول اللقاحات إلى جميع المناطق المتضررة.
وقال بايتاس: "التلقيح هو الوسيلة الأكثر فعالية لمحاربة هذا النوع من الأمراض. لذلك، نركز على التلقيح المبكر في السنوات الأولى من عمر الطفل، ونسعى لتعزيز الوعي حول أهمية التطعيم".
إلى جانب حملة التلقيح، أطلقت الحكومة حملة تواصلية واسعة النطاق تستهدف:
الآباء لزيادة وعيهم بأهمية تلقيح الأطفال.
المهنيين الصحيين لتثقيفهم حول التعامل مع المرض.
التلاميذ والمعلمين لتجنب انتشار المرض داخل المدارس.
وأكدت وزارة الصحة أن هذه الحملة تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، وتوضيح الحقائق حول سلامة اللقاحات وأهميتها في الوقاية من الأمراض.
ما هو مرض الحصبة؟
الحصبة هو مرض شديد العدوى يسببه فيروس ينتقل بسهولة عبر الهواء عندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب. يستهدف المرض الجهاز التنفسي وينتشر إلى باقي أنحاء الجسم، وتشمل أعراضه:
حمى مرتفعة.
سعال وسيلان الأنف.
طفح جلدي يظهر في جميع أنحاء الجسم.
يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئة أو الدماغ، وقد يكون قاتلًا، خاصة لدى الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاحات.
تحذيرات من منظمة الصحة العالمية
تزامن تفشي المرض في المغرب مع تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية بشأن عودة ظهور الحصبة في العديد من دول العالم. وذكرت المنظمة أن انخفاض معدلات التلقيح خلال جائحة كورونا أدى إلى عودة أمراض كان من الممكن منعها بسهولة باللقاحات، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة عالميًا.
0 تعليق