خاص| استاذ باطنة وحالات حرجة يُحذر مخاطر الإشعاع المنبعث من الأشعة المقطعية وعلاقته بالسرطان

خليجيون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذر الدكتور محمد عمر عبد العزيز، أستاذ مساعد طب الحالات الحرجة بكلية الطب جامعة المنيا، من خطورة الإفراط في استخدام الأشعة المقطعية المحوسبة، مشيرًا إلى العلاقة الوثيقة التي أثبتتها العديد من الدراسات بين كميات الإشعاع المنبعثة من هذه الأجهزة وزيادة احتمالات الإصابة بمرض السرطان.

مخاطر الإشعاع ومعدلاته

وأوضح الدكتور أن كمية الإشعاع المنبعثة تختلف تبعًا لمكان التصوير، فبينما تبلغ نسبة الإشعاع لتصوير المخ حوالي 2 ملي سيفرت، تصل إلى 31 ملي سيفرت في حالات تصوير البطن والحوض. وأكد أن هذه الكميات تفوق بكثير متوسط الإشعاع الناتج عن الأشعة السينية العادية، حيث قد تصل إلى 20 ضعفًا، ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان نخاع العظام نتيجة الإشعاعات المؤينة التي تسبب خللًا في التركيب الجيني لخلايا النخاع.

الفئات الأكثر عرضة للمخاطر

أشار الدكتور إلى أن احتمالية الإصابة بالسرطان تعتمد على نوع الفحص، عمر المريض، وجنسه. فمثلًا، يقدر أن 1 من كل 270 امرأة تخضع لتصوير الشرايين التاجية المقطعية في سن الأربعين قد تصاب بالسرطان نتيجة هذا الفحص، مقارنة بـ1 من كل 8100 امرأة تخضع لفحص روتيني للرأس. وأوضح أن هذه المخاطر تتضاعف عند المرضى الأصغر سنًا وتقل بنسبة 50% عند المرضى الأكبر سنًا.

الاستخدام المفرط وغير المبرر

انتقد الدكتور عبد العزيز انتشار الاستخدام غير الضروري للأشعة المقطعية، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء يلجأون إليها كخيار أول في التشخيص بدلًا من الاعتماد على الفحص السريري والتحاليل المخبرية، وهو ما يعكس ضعف الحس الإكلينيكي لدى البعض. كما حذر من زيادة الطلب على هذه الفحوصات من قبل المرضى أنفسهم دون استشارة طبية، خاصة في ظل جائحة كورونا التي شهدت إفراطًا في استخدامها.

آثار بيئية وصحية أوسع نطاقًا

أكد الدكتور أن خطر الإشعاع لا يقتصر على المريض وحده، بل يمتد ليشمل الفنيين، المرافقين، وحتى المرضى الموجودين في محيط مراكز الأشعة، ما يسبب كارثة بيئية وصحية تحتاج إلى اهتمام عاجل.

دعوة للتوعية وتقنين الاستخدام

اختتم الدكتور حديثه بالدعوة إلى تقنين استخدام الأشعة المقطعية لتكون خيارًا تشخيصيًا يُستخدم عند الضرورة القصوى فقط. كما شدد على أهمية التوعية بمخاطر الإفراط في التعرض للإشعاع، سواء من قبل الأطباء أو المرضى، قائلًا: "الأمر يحتاج إلى وقفة جادة للحد من هذه الهستيريا في إجراء الفحوصات الإشعاعية. عافانا الله وإياكم من جميع الأمراض".

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق