أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ويل للأعقاب من النار"، مشيراً إلي أن العقب هو مؤخر القدم، تحديدًا المنطقة المحيطة بالكعب، وهي الجزء الذي قد يغفل بعض الناس عن وصول الماء إليه أثناء الوضوء.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث في موقف تعليمي أثناء سفر مع الصحابة، حيث لاحظ أن بعضهم كان يتسرع في الوضوء ولم تصل الماء إلى أعقابهم، فقال لهم: "أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار"، مما يعني ضرورة إتمام الوضوء وإحسانه.
الوضوء أساس الطهارة
وأضاف أمين الفتوى الشيخ عويضة عثمان: "العبرة هنا أن الوضوء هو أساس الطهارة للصلاة، وإهمال أي جزء من أعضاء الوضوء يبطل العبادة، فالرسالة واضحة: لا تتعجلوا في الوضوء، بل أتموه بدقة، فإهمال ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة".
في سياق متصل قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنه من الطبيعي أن تساور بعض النساء الشكوك حول صحة وضوئهن، مثل التساؤل عما إذا كان الوضوء قد تم بشكل صحيح أو ما إذا كان يجب إعادته بسبب الشك في غسل العضو مرة أو مرتين أو ثلاث مرات.
علاج الوساوس في الوضوء
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حلقة برنامج "هن"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: "إذا كان الشك يظهر بشكل نادر ولا يؤثر على الشخص بشكل دائم، فالأمر ليس مقلقًا، ولكن إذا كانت المرأة تشك في صحة وضوئها بشكل متكرر حتى وصلت إلى حد إعادته عدة مرات، فهذا قد يكون دليلًا على وجود وساوس شيطانية تتطلب علاجًا متخصصًا".
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى أنه في حال تكرار الشكوك، على المرأة أن تستعين بالله وتتوكل عليه، مؤكدة أنه يجب على الشخص أن يبدأ وضوءه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن يعقد العزم على التخلص من الوساوس وعدم التفكر فيها، لافتة إلى أن التعامل مع هذه الحالة يتطلب تصحيحًا ذهنيًا، فيجب على المرأة أن تتغلب على الشكوك وتطرحها جانبًا وتتعامل مع الأمر كما لو كان وضوءها قد تم بشكل صحيح.
وتابعت الدكتورة هبة إبراهيم: "إذا كنتِ تشكين بشكل مستمر في الوضوء، يمكنك أن تكتفي بغسل العضو مرة واحدة فقط، ولا تكرري الغسل أكثر من ذلك، لأن الشيطان يحاول أن يوسوس لكِ ليجعلكِ في حالة من القلق المستمر، تذكري أن الله سبحانه وتعالى هو الأرحم بعباده، وأنه ما جعل عليكم في الدين من حرج".
وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى على أهمية التيسير في الدين، مشيرة إلى أنه لا يجب على المرأة أن تشدد على نفسها في هذه الحالات، بل ينبغي لها أن تركز على إتمام عبادتها بثقة وبساطة، مشيرة إلى ضرورة اللجوء إلى مختصين إذا استمرت هذه الوساوس بشكل متكرر، مؤكدة أنه من الضروري علاج هذا الأمر بسرعة لضمان صحة الوضوء والصلاة.
0 تعليق