شهدت قاعة "فكر وإبداع" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ56، أولى ندوات "ملتقى الإبداع: الأعمال القصصية" مساء اليوم الجمعة، حيث ناقشت الندوة المجموعة القصصية "أحزان بائع الفول" للكاتب الصحفي عبده مباشر.
وأدار الندوة الإعلامي محمد أمين المصري، وشارك في النقاش الكاتبة الصحفية رانيا الرفاعي.
بدأ محمد أمين المصري بتقديم الكاتب عبده مباشر، قائلاً: "عبده مباشر من الكتاب البارزين في مجال الصحافة، يعمل بجريدة الأهرام العريقة منذ سنوات عدة". واستعرض مسيرة حياته الحافلة بالكتابات الإبداعية في بلاط صاحبة الجلالة.
العلاقة بالقراءة
من جانبه، تحدث عبده مباشر عن علاقته بالقراءة قائلاً: "منذ نعومة أظفاري وأنا أعشق القراءة والبحث في عالم الكتب، لدرجة أن والدتي كانت تقول لي 'وكأنك نزلت من حشايا وأنت تقرأ الكتب بشكل نهم".
وأضاف: "قرأت كل الكتب قبل التعليم الثانوي، وتناولت أغلب كتابات محمود عباس العقاد، وكنت أشعر بأنني عقاد صغير". كما أشار إلى مشاركته في المسابقات الأدبية التي حصل من خلالها على جوائز أدبية، لافتًا إلى أنه في عام 1964 فاز بمسابقة إبداع القصة القصيرة التي أطلقها مركز شباب الزقازيق.
المسيرة الصحفية
وتابع عبده مباشر استعراض مسيرته الصحفية، قائلاً: "قررت أن أكون متميزًا في هذا المجال، وبذلت جهدًا كبيرًا لتحقيق النجاح في العمل الصحفي".
وذكر أنه كان يقضي ساعات طويلة في الجريدة مع زملائه لمساعدة رئيس التحرير.
القصة القصيرة
وفيما يتعلق بكتابة القصة القصيرة، أوضح أنه قرر العودة لها بعد حرب أكتوبر 1973، حيث بدأ بتأليف كتب عن الحرب، وله كتب مرجعية عن حرب الاستنزاف وإغراق إيلات، بالإضافة إلى كتابين عن الشهيد إبراهيم الرفاعي.
من ناحيتها، تحدثت الكاتبة رانيا الرفاعي عن المجموعة القصصية "أحزان بائع الفول"، مشيدة بالعمل الثري الذي يشتمل على العديد من القصص القصيرة التي تقدم قيمًا وحكمًا، وتحمل في طياتها معاني طيبة، حيث اعتبرت الفول عاملًا مشتركًا بين جميع المصريين، يتناوله الغني والفقير والصغير والكبير.
وأشادت الرفاعي بطريقة السرد التي قدمها الكاتب، مشيرة إلى أنه قدم السرد بشكل بسيط وسهل، دون مبالغة في استخدام الرمزية.
كما استعرضت رانيا الرفاعي قصة "استحق هذا العقاب"، حيث ترك الكاتب الحكم للقارئ، مشيرة إلى أن الكاتب حرص على تقديم حياة الفلاح البسيط الذي يملك الحكمة من خلال خبراته الحياتية.
وأضافت أن الكاتب تناول من خلال مجموعته القصصية العديد من القضايا المجتمعية، مقدّمًا حلولًا معبرة عن الطبيعة البشرية.
قصة قميص الساعي
من جانبه، أشاد الكاتب محمد أمين المصري بقصة "قميص الساعي"، مؤكدًا أن القضية التي تطرحها هذه القصة لا يلتفت إليها سوى المبدع الجاد. وقال: "الكاتب قدم لقطة حية بأسلوب راقٍ وبديع".
وفي ختام الندوة، أكد محمد أمين المصري أن الكاتب عبده مباشر قدم من خلال "أحزان بائع الفول" رسائل هامة، أهمها أن الأدب هو رسالة إصلاح ورسالة سامية، لأنه يستعرض مشكلات إنسانية نابعة من تجارب حقيقية.
كما استعرض الكاتب عبده مباشر بعضًا من أعماله الإبداعية، وتحدث عن كتاباته عن حرب أكتوبر، وكتاباته عن الشهيد إبراهيم الرفاعي، بالإضافة إلى تجربته كمحرر عسكري في جريدة الأهرام وأثناء عمله على جبهات القتال.
0 تعليق