شجاعة وصبر كانا مفتاح عبور «أمل» من صدمة الأسر، إذ قررت أن تتحدى كل ما مرت به من آلام جراء القمع والتعذيب والتنكيل لتعود لحياتها مصممة على تعويض ما فاتها.
«أمل شجاعية»، طالبة جامعية، اعتقلت فى 6 يونيو 2024 من منزلها، بعد اقتحام كبير من جنود الاحتلال، إذ تمت مداهمة غرفتها ومصادرة ممتلكاتها قبل اعتقالها، وقت كانت فى سنتها الجامعية الثالثة، واعتقلت قبل أسبوع واحد فقط من امتحاناتها النهائية. رغم ذلك فإنها مصممة على تعويض ما فاتها واستكمال دراستها فى الفصل الدراسى الجديد بعد قضائها 7 أشهر فى الأسر.
تعرضت لانتهاكات منها التفتيش العاري الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لخصوصية الأسيرات
بدأت رحلتها مع الاعتقال فى ظروف قاسية، حيث تم نقلها من مركز التحقيق إلى معتقل الشارون لمدة ثلاثة أيام، ومنه إلى معتقل الدامون، تقول أمل لـ«الوطن»: «خلال النقل تعرضت لانتهاكات متعددة، من بينها التفتيش العارى الذى يشكل انتهاكاً صارخاً لخصوصية الأسيرات فى المعتقل، ولكن الأمر الذى لم أستطع التأقلم معه كان قمع الاحتلال المستمر، والذى وصل إلى مصادرة جميع أغراض الأسيرات، بما فى ذلك الأوانى والملابس وحتى الشبابيك، مما زاد من معاناتهن فى ظل البرد القارس وقلة الموارد». «أمل» تقول: «فى سبتمبر الماضى دخل جنود الاحتلال العنابر وصادروا كافة أغراض الأسيرات، بما فى ذلك الملابس والأغطية حتى الشبابيك، وحين عدنا للزنازين وجدناها مفرغة من كل شىء، وليس لدينا سوى الملابس التى نرتديها، فحين كنا نرغب فى غسيل ملابسنا نرتدى ملابس صيفية دون شىء يحمينا من البرد القارس، فكنا نشعر بالبرد داخل عظامنا، وبعد إلحاح شديد تمت إضافة غطاء ثانٍ بعد مطالبات فى ديسمبر الماضى».
موقف آخر لا تنساه «أمل»، من داخل زنازين الاحتلال وهو التنكيل بالأسيرات، إذ أجبرت بعض الأسيرات المحجبات على نزع حجابهن، وتوزعت عليهن ملابس عادية بيجامة للخروج بها من الزنانين، ما يعد انتهاكاً صارخاً لخصوصيتهن، وتشير إلى أنه خلال فترة الاحتجاز ترتدى الفلسطينيات المحجبات ملابس الصلاة طوال الوقت نظراً لوجود السجانين، فكان حرمانهن من حجابهن وجلبابهن أمراً جللاً وانتهاكاً صارخاً. ورغم هذه الظروف القاسية، كانت «أمل» متحمسة لمغادرة السجن، ولكن خلال صفقة الإفراج شعرت الكثير من الأسيرات بالإحباط عندما لم تشملهن الصفقة، رغم تجهيزهن للخروج.
أما «أمل» فقد كانت لحظة الإفراج بمثابة بداية جديدة، وأول ما قامت به كان لقاء أهلها وأحبائها، حيث قضت وقتها بعد الإفراج فى جلسات دافئة مع عائلتها وأقاربها لاستعادة ما فقدته من لحظات خلال فترة أسرها.تعرضت لانتهاكات منها التفتيش العارى الذى يشكل انتهاكاً صارخاً لخصوصية الأسيرات
0 تعليق