لا يزال ممر الطاقة إلى أوروبا، الذي يمر عبر مصر، في صدارة المحادثات بين القاهرة ونيقوسيا، التي شهدت، مساء أمس، نقاشات موسعة تطرقت إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

ووفقًا لبيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تناولت المحادثات الخطوات المستقبلية لتنمية حقول الغاز الطبيعي وتطوير البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز القبرصي إلى القاهرة.

وجاءت هذه المحادثات ضمن زيارة رسمية قام بها وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي؛ تلبيةً لدعوة نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو، لتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة.

تناول اللقاء، الذي جمع وزيري الطاقة في البلدين، سبل تفعيل الاتفاقيات السابقة، ومناقشة الأطر القانونية والفنية اللازمة لتطوير مشروعات الغاز في المنطقة الاقتصادية القبرصية الخالصة، مع التركيز على حقلي "كرونوس" و"أفروديت".

وتأتي هذه الجهود في ظل إستراتيجية تهدف إلى إنشاء ممر طاقة إقليمي يربط شرق البحر المتوسط بأوروبا عبر البنية التحتية المصرية المتطورة.

الغاز القبرصي إلى مصر

ناقش الجانبان آليات نقل الغاز القبرصي إلى مصر؛ للاستفادة منه محليًا أو تسييله في منشآت إسالة الغاز المصرية تمهيدًا لتصديره إلى الأسواق العالمية.

وأكد اللقاء أهمية الربط بين حقول الغاز القبرصية ومصر؛ إذ أشار الوزير كريم بدوي إلى الدور المحوري لبلاده بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة.

وتضمّن اللقاء مشاركة العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية المهندس يس محمد أحمد؛ لبحث التفاصيل التقنية والتجارية للمشروع.

أوضح الطرفان أن تطوير حقلي "كرونوس" و"أفروديت" سيُنفّذ بتكلفة منخفضة عبر استغلال التسهيلات المقدمة من القاهرة؛ ما يُسرّع عملية الإنتاج ويوفر حلولًا فعّالة لتلبية الطلب العالمي على الغاز.

ومن المنتظر أن تبدأ الخطوات التنفيذية لتنمية حقل "كرونوس" خلال العام الجاري، في حين تُبذل جهود موازية لتنمية مناطق جديدة تُسهم في إنشاء ممر طاقة إستراتيجي يعزز أمن الطاقة في المنطقة.

دعوة قبرصية إلى مؤتمر مصر للطاقة

في إطار توطيد العلاقات الثنائية، التقى المهندس كريم بدوي، اليوم السبت 25 يناير/كانون الثاني 2025، الرئيسَ القبرصي نيكوس كريستودوليدس؛ إذ سلّمه رسالة شخصية من الرئيس عبدالفتاح السيسي تضمّنت دعوة رسمية لحضور معرض ومؤتمر مصر الدولي للطاقة (EGYPES) المزمع انعقاده في فبراير/شباط المقبل.

وتُعد هذه الدعوة خطوة إضافية لدفع التعاون بين البلدين؛ إذ يُتوقع أن يشهد المؤتمر توقيع اتفاقيات حيوية تُسهِم في تطوير قطاع الطاقة بالمنطقة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأعرب الرئيس القبرصي عن امتنانه للدعوة، وأكد مشاركته في الحدث المهم، مشيدًا بدور القاهرة في دعم مشروعات الغاز الطبيعي وتعزيز التكامل الاقتصادي، وفق بيان وزارة البترول.

وأشار إلى أهمية هذه الجهود في ضمان استفادة بلاده من البنية التحتية المِصرية الرائدة في مجالات التكرير والنقل والإسالة، بما يُعزز فرص تصدير الغاز القبرصي إلى الأسواق العالمية.

التعاون الإقليمي

تعكس هذه التحركات إستراتيجية وزارة البترول التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية عبر استغلال البنية التحتية المتطورة. وتتضمّن هذه الإستراتيجية 6 محاور رئيسة؛ أبرزها تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة وتطوير الشراكات مع دول الجوار.

وأشار المهندس كريم بدوي إلى أن التعاون بين القاهرة ونيقوسيا يُشكِّل نموذجًا يُحتذى به في مجال الشراكة الإقليمية. وتتيح البنية التحتية المصرية، التي تضم شبكات نقل الغاز ومحطات الإسالة المتطورة، فرصًا استثنائية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين واستغلال موارد الغاز المكتشفة بكفاءة عالية.

وفي ختام اللقاء، شدّد الوزيران على أهمية الإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة لضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية، وتعزيز مكانة القاهرة بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة.

كما جدّد الجانب المصري دعوته للجانب القبرصي للمشاركة في مؤتمر (EGYPES)، الذي يمثّل منصة رئيسة لمناقشة مستقبل الطاقة في المنطقة وتوقيع اتفاقيات إستراتيجية لدفع عجلة التنمية في قطاع الغاز الطبيعي.

وتأتي هذه الجهود خلال وقت تسعى فيه القاهرة إلى تعزيز مكانتها بصفتها محورًا للطاقة في شرق البحر المتوسط، مع الاعتماد على خبراتها وبنيتها التحتية لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

• الحساب الرسمي لمجلس الوزراء المصري في فيسبوك.