فى مكان منمق ومنظم بشكل يليق بضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهى سلطنة عمان، مجموعة من نوادر الكتب والمخطوطات العريقة، التى تتحدث عن الطب والفلك والعلوم المختلفة، وبعض الرسائل القديمة وحكايات الرحلات، وريقات قديمة محفوظة داخل فاترينات زجاجية، تحفظ الباقى من أثر أصحابها.
«تيمورة العبرى»، أخصائية وثائق فهرسة وتحقيق مخطوطات، تحدثت لـ«الوطن» من داخل الجناح العمانى بالمعرض، عن حكاية كل مخطوطة بإيجاز، وقالت: «هذه المخطوطات الموجودة هنا من نوادر المخطوطات فى الطب والفلك والأدب، وغيرها من العلوم»، وأشارت إلى أن «مخطوطة السير والجوابات» هى أقدم مخطوطة فى سلطنة عمان، يتجاوز عمرها 900 سنة، وأضافت أن المخطوطة الثانية فى القرآن هى «مصحف القراءات السبع»، للشيخ عبدالله بن بشير الحضرمى، وأشارت إلى أن أهم ما يميز هذه المخطوطة هو طريقة الكتابة التقابلية التناظرية، بمعنى حرف الواو فى السطر الأول من الصفحة الأولى، يقابله فى آخر سطر من نفس الصفحة حرف الواو.
وبالنسبة للمخطوطة الثالثة فى الجناح العمانى بمعرض الكتاب، قالت «تيمورة» إن العمانيين مشهورون فى التجارة إلى مصر وأوروبا، كما معروف عنهم دراستهم للفلك، وكتبوا مخطوطات نادرة فى هذا المجال، منها «مخطوطة معجم الأسرار»، التى كتبها ناصر بن على بن ناصر الخضورى، وهذه المخطوطة مسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة «اليونيسكو» منذ عام 2017، أما المخطوطة الرابعة، فهى «مخطوطة الطب»، لراشد بن عُميرة، الذى تعتبره «اليونيسكو» من المؤثرين فى عصره، حيث تتضمن المخطوطة شرحاً لأجزاء العين، كتبها بأبيات شعرية، دمج فيها الأدب مع الطب، مشيرةً إلى أنه كان ينتمى إلى ولاية «الرستاق»، وهى ولاية تراثية عريقة ثرية بالقلاع، وكان يخصص جزءاً من بيته لعلاج الفقراء والمساكين، كما كان كثير السفر للعراق بحثاً عن الدواء، وأضافت أن المخطوطة تتضمن شرحاً لأجزاء العين والدماغ.
وتتحدث المخطوطة الخامسة، التى توصف بأنها «معجم أسرار الفلك»، عن علم الأبراج، وتسمى «مخطوطة الأبراج الثابتة»، وتتضمن وصفاً لكل برج من الأبراج الفلكية، مثل «العقرب والسرطان»، وهذه المخطوطة تمت كتابتها قبل عام 995 هجرية.
0 تعليق