ضياء الدين داود:..ثورة 25 يناير لم تكن مؤامرة… والشعب تعلم من دروس الماضي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

النائب ضياء الدين داود هو أحد الأسماء البارزة في الحياة السياسية البرلمانية، المصرية. عرف بتوجهاته الوطنية المستقلة، حيث برز في المشهد السياسي المصري منذ فترة طويلة وشارك بشكل فعال في العديد من القضايا السياسية والاجتماعية التي تمس حياة المواطن المصري.

 وبجانب عمله البرلماني، كان له دور بارز في متابعة ومراجعة الأحداث السياسية الكبرى في مصر، لاسيما في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، حيث كان له موقف سياسي واضح تجاه التغيير والإصلاح في البلاد وإلى نص حوار برنامج "المهم" للإعلامي محمد الدسوقي رشدي على قناة “TeN” 

س: في البداية، أود أن أهنئك بعيد الشرطة، ماذا عن رؤيتك لتطور الأوضاع السياسية في مصر بعد 14 عامًا من ثورة 25 يناير؟ وهل تعتقد أنه كانت هناك مراجعات حقيقية منذ 2011 حتى الآن؟

ج: أولًا، أهنئ الشعب المصري بعيد الشرطة الذي يعكس تضحيات رجال الأمن في حماية الوطن. 

بالنسبة للثورة، أنا مؤمن بفكرة التغيير، وبكل تأكيد كل شخص يراجع موقفه بشكل دوري أنا لم أكن قائدًا في 25 يناير، بل كنت جزءًا من الجماهير التي طالبت بالتغيير.

 إذا نظرنا إلى تاريخنا منذ عام 2011، نجد أن هناك مراحل شهدت بعض المراجعات السياسية، لكننا في بعض الأحيان نحتاج إلى المزيد من الصراحة في تقييم كل المراحل التي مررنا بها.

س: هل كنت ترى أن مرحلة الانتخابات كانت مساحة من الحرية والنضج السياسي؟ وهل تلاحظ تطورًا في الإعلام والصحافة خلال هذه الفترة؟

ج: نعم، الانتخابات كانت تعبيرًا حقيقيًا عن المساحة التي كانت موجودة من حرية تعبير، وكان هناك نضج سياسي في المجتمع في تلك الفترة.

 كنا نشهد أيضًا تطورًا في الإعلام والصحافة، حيث كانت هناك بنية تحتية سياسية قوية مكنت من التعبير بحرية، وكان هناك قدر من الشفافية والقدرة على نقد النظام في ذلك الوقت.

س: في 2010، كنت تشهد انتخابات مجلس الشورى في ظل أجواء سياسية مشحونة، ما هو رأيك في تأثير تلك المرحلة؟

ج: بالفعل، كانت انتخابات مجلس الشورى في 2010 وما قبلها قد أظهرت أن الناس فقدوا الأمل في التغيير.

 كانت هناك مساحة من الحرية ضاقت بشكل كبير، وشعر الناس بأنهم لا يستطيعون التعبير عن آرائهم بشكل صحيح. هذا الأمر دفع الناس للنزول إلى الشوارع في 25 يناير مطالبين بإحداث التغيير، وكانت مطالبهم بسيطة لكنهم شعروا أن الأمل في التغيير قد ضاع.

س: هل تعتقد أن المفاجأة في 25 يناير أثرت على الممارسات السياسية بعد الثورة؟

ج: بالطبع، كان لدينا حالة من المفاجأة في 25 يناير، لم يكن الجميع مستعدًا لما حدث الظروف كانت معقدة، خاصة في ظل المحيط الإقليمي الذي لم يكن راضيًا عما يحدث في مصر.

 لم يكن لدى البعض فهم واضح لطبيعة التغيير الذي يحدث، وكان من الواضح أن هناك من كان يسعى لاستغلال هذا التغيير لصالحه.

س: ساحة السياسة كانت مفتوحة بعد 25 يناير لبناء حركات سياسية جديدة، هل ترى أن هذه الفرصة تم استغلالها بالشكل الأمثل؟

ج: في الواقع، كان هناك العديد من القوى السياسية التي لم تستغل هذه الساحة بشكل صحيح كانت هناك استغلالات سياسية وتشكيل مكونات سياسية سريعة لم تكن موجودة على الأرض بالفعل.

 للأسف، البعض انساق وراء جماعات سياسية لا تصلح لقيادة البلد، مثل جماعة الإخوان المسلمين التي كانت مستعدة للترشح للانتخابات.

س: هل تعتقد أن جماعة الإخوان استطاعت خداع بعض القوى السياسية؟

ج: ليس الأمر متعلقا بالخداع، بل كانت هناك ممارسات سياسية انتهزت الفرص المتاحة لتشكيل تحالفات سياسية. كانت الجماعة جاهزة وكان لديهم دعم سياسي، ولكن ذلك كان عملية سياسية غير ناضجة، ونحن اليوم نكتشف أن هناك أخطاء ارتكبت في تلك الفترة.

س: هل تعتقد أن تجربتك مع الإخوان كانت خديعة أم أنها كانت مجرد عملية سياسية انتهزتها الجماعة؟

ج: لا أعتقد أنها كانت خديعة بقدر ما كانت عملية استغلال سياسي عندما تشكلت تحالفات سياسية بين بعض القوى السياسية في تلك الفترة، كان هذا جزءًا من عملية سياسية لم تكن مدروسة بالشكل الصحيح.

س: هل ترى أن هناك فائدة في تعلم الدروس من الماضي؟ وهل تلاحظ تحولًا في أداء التيار المدني؟

ج: لا أحب أن أكون في موقف "المراقب"، لكن بالطبع الآن لدينا خبرة أكبر في التعامل مع الوضع السياسي تعلمنا الكثير من الدروس في السنوات الماضية، والآن أصبح التيار المدني أكثر نضجًا وقادرًا على تنظيم نفسه فكريًا وأيديولوجيًا. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التواصل مع قضايا الناس بشكل فعّال ليصدقونا ويؤمنوا بنا.

س: في انتخابات 2012 حصل حمدين صباحي على 5 مليون صوت، مما يشير إلى أن هناك تيارًا ثالثًا قادرًا على إحداث التغيير كيف ترى ذلك؟

ج: هذا يدل على أن هناك قوى سياسية مستقلة قادرة على التأثير في المشهد السياسي يجب أن نكون إصلاحيين في تفكيرنا، وأن نأخذ في اعتبارنا تكلفة ما يتحمله الشعب المصري في مسار التنمية واتخاذ القرارات.

 الشعب المصري كان هو القلب النابض للتغيير، ولكننا لم نتمكن من إيقاف عجلة اتخاذ القرار بسبب العديد من العوامل.

س: هل تشعر بالحزن عندما تسمع عن "نكسة" أو "مؤامرة" حول 25 يناير؟

ج: بالطبع، أشعر بالحزن على أداء الجيل الذي خرج من الثورة، خاصة أننا لم نتمكن من ترجمة أفكارنا إلى سياسات حقيقية علينا أن نتعلم من أخطائنا، وأن نعمل على تعزيز مشاركتنا السياسية بشكل أكبر في المستقبل.

س: هل نقدر الآن على التمييز بين المسار الإصلاحي ومسار الفوضى والعنف بشكل واضح؟

ج: نعم، الشعب المصري حسم أمره في هذا الموضوع ما مررنا به من أحداث في السنوات الماضية يجعلنا نرى الأمور بشكل أكثر وضوحًا. 

الآن نحن نحاول أن نعمل على خلق نسيج وطني قادر على استيعاب جميع الأطياف الفكرية والسياسية، وبالتالي نحتاج إلى فتح مساحات أكبر من الحرية السياسية.

س: هل تعتقد أن عودة المحليات ستكون جزءًا من الحل؟

ج: نعم، أعتقد أن عودة المحليات ستكون خطوة مهمة نحو بناء نظام سياسي محلي قوي نحن بحاجة إلى إعلام حقيقي وأحزاب سياسية قادرة على التعبير عن مصالح الناس، وعودة المحليات قد تكون رمانة الميزان لتفعيل المشاركة الشعبية.

س: في الآونة الأخيرة، نشهد بعض الدعوات التي تنطلق من جماعة الإخوان وبعض النشطاء السياسيين. عندما ترى هذه الدعوات، هل تشعر بالقلق؟ هل تعتقد أن الناس قد تعلمت من الماضي؟

بالتأكيد، أنا قلق عندما أرى صدى لهذه الدعوات لكن ليس لها صدي، أعتقد أن الناس أصبحوا أكثر وعيًا الآن. 

الشعب المصري تعلم الكثير من تجارب الماضي وأصبح يدرك تمامًا أن هناك محاولات للهدم السياسي ومحاولات لخطف البلد. 

ونحن في حاجة لدعم استقرار الوطن لا لهدمه أو تدميره. مصر بحاجة إلى التكاتف والعمل الجماعي، لا إلى الفرقة والفوضى.

س: كثيرون يرون أن ثورة 25 يناير قد تسببت في تدمير البلد. هل توافق على هذا الرأي؟

أعتقد أن هناك فرقًا بين الثورة نفسها وبين ما تلاها من أحداث. الثورة في حد ذاتها لم تدمّر البلد، بل كانت تعبيرًا عن إرادة الشعب في التغيير، وكان لها أهداف نبيلة في البداية. لكن ما حدث بعد الثورة من فوضى وصراعات سياسية أدى إلى تدهور الأمور، وكان هناك فقدان للبوصلة في كيفية التعامل مع تلك المرحلة الانتقالية.

س: هل ترى أن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة؟

لا، لم تكن مؤامرة. ثورة 25 يناير كانت نتاجًا لاحتجاجات شعبية تلقائية، نزل الناس إلى الشوارع تعبيرًا عن غضبهم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي كانوا يعيشونها. 

الإخوان لم يكونوا جزءًا من الثورة في البداية، بل كانوا قد دخلوا في المشهد لاحقًا عندما حاولوا استغلال الثورة لمصلحتهم الخاصة.

س: هناك من يقول إن الإخوان هم من قاموا بالثورة وحموها. ما رأيك في هذا الكلام؟

هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق الإخوان لم يكونوا هم من قاموا بالثورة الثورة كانت حركة شعبية شارك فيها كافة أطياف المجتمع المصري، من الشباب والعمال والمثقفين والطبقات الاجتماعية المختلفة. الإخوان انضموا لاحقًا للثورة، وحاولوا أن يستغلوا الزخم الثوري لصالحهم، ولكنهم لم يكونوا هم من أطلقوا الثورة أو حموها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق