يناور «نتنياهو» على كل الجبهات لتفادى السقوط، بالأمس كانت الأنظار تتركز على ثانى عملية لتبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية. تم الإفراج فى قلب غزة عن أربع مجندات إسرائيليات مقابل الإفراج عن ٢٠٠ أسير فلسطينى معظمهم من الذين قضوا سنوات طويلة فى سجون إسرائيل، المشهد كان صادمًا للإسرائيليين وهو يكشف عن عجز كل آلة القتل الإسرائيلية عن تحرير أى أسير رغم الإبادة والدمار وجرائم الحرب التى ارتكبتها، كما يكشف عن جريمة نتنياهو وحكومته تنفذ صاغرة الآن اتفاقًا كان جاهزًا منذ ثمانية شهور قتلت خلالها آلافًا من الفلسطينيين وقتلت أيضاً عدداً من أسراها وفقدت أعداداً من الجنود والضباط الإسرائيليين فى معارك كان الجيش نفسه يقول إنها بلا هدف ولا مبرر!!

فى محاولة لتجنب أن تكون الصدمة مضاعفة.. بذل نتنياهو كل الجهود لكى يتفادى تنفيذ الالتزام بإكمال الانسحاب من جنوب لبنان فى موعده المحدد وهو اليوم «الأحد»!! حيث كان من المفترض أن يحتفل اللبنانيون اليوم بعودة النازحين من الجنوب إلى قراهم، وأن يزحف عشرات الآلاف فى حراسة جيش لبنان وحده حتى الحدود، تعللت إسرائيل بأن انتشار الجيش اللبنانى بطىء وأنها ستؤخر انسحابها، ووافقت أمريكا وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض أن «هناك حاجة إلى تمديد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة ومؤقتة»!!

وفى الحقيقة فإن الانسحاب من جنوب لبنان كان يمكن أن يتم فى أسبوع واحد، لكن إسرائيل تريد استكمال تدمير القرى الحدودية تدميراً كاملاً وستحاول تأجيل الانسحاب الكامل من لبنان الى ما بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من اتفاق غزة، نتنياهو محاصر من حلفائه من زعماء عصابات اليمين الذين يرفضون الانسحاب، ومن ناحية أخرى محاصر أكثر باتهامات الفشل والمطالبة بالرحيل والمساءلة!!

ومن هنا يواصل التدمير ومحاولة البقاء فى جنوب لبنان، ويبدأ اجتياح الضفة والتهديد بحرب إبادة وبدمار يحولها إلى غزة أخرى. الرجل الذى كان يبحث عن «النصر المطلق» ويلوح بخرائط سيطرة إسرائيل على المنطقة يدرك الآن أنه على حافة السقوط، العنوان الرئيسى للمشهد فى غزة ـ رغم بشاعة جرائم إسرائيل ـ هو الفشل الإسرائيلى سيتكرر المشهد فى لبنان رغم المراوغات والعون الأمريكى، والحرب فى الضفة لن تتحمل إسرائيل تكلفتها البشرية والمادية.. قادة جيش إسرائيل يقرون بالفشل وتتوالى استقالاتهم، لن يستطيع نتنياهو الهروب من المسئولية وتفادى السقوط للأبد.. لكنه أول من يدرك أنه يحلم بالهروب المستحيل!!