في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ استضافت قاعة "فكر وإبداع"؛ ضمن محور "كاتب وكتاب"؛ ندوة ثقافية لمناقشة المجموعة القصصية "ثلاث نساء في غرفة ضيقة"؛ للكاتبة هناء متولي؛ شارك في المناقشة: د. أماني فؤاد؛ د. رشا الفوال؛ وأدارت الندوة سما زيادة.
في البداية؛ رحبت الكاتبة سما زيادة؛ بالضيوف؛ وبدأت بتعريف الكاتبة هناء متولي؛ وأشارت إلى أن لها العديد من الإصدارات المتنوعة بين القصص والمسرح والرواية كما حازت على عدد من الجوائز.
فيما قدمت الكاتبة هناء متولي؛ الشكر؛ للحضور؛ موضحة أنها شعرت أن نشر المجموعة بمثابة تحرير لها؛ وأن المجموعة القصصية "ثلاث نساء"؛ ليست مجرد فكرة عن رجل وامرأة؛ ولكن الشخصيات فيها قادرة على محاكمة الكاتب؛ وأن المجموعة تتناول "قهر المرأة" في جميع المجتمعات؛ وكيفية تعامل الأفراد مع فكرة الوعي سواء في الأماكن الريفية؛ أو غير ذلك؛ وأشارت إلى أن الريف المصري له خصوصية ثقافية؛ مضيفة أننا نحتاج في الكتابات إلى الابتعاد عن المركزية؛ وعن القاهرة؛ موضحة أنها نقلت واقع الريف؛ وحساسيته؛ والثقافة التي نشأت فيها؛ وأكدت أنها حاولت كتابة القصص بالشكل المسرحي أو السيناريو؛ حتى وإن كان دون وعي كامل لهذا الأمر.
ثقافة موروثة
ومن جانبها أوضحت د. أماني فؤاد؛ أن انطباعها الأول عن المجموعة القصصية؛ كان مميزًا؛ مضيفة أن النساء فاعلات ويستحقن النقاش حول قضاياهن؛ وأن المجموعة القصصية تعالج ثقافة موروثة تتعلق بالمرأة؛ موضحة أن الكاتبة هناء متولي؛ استطاعت أن تكتب عن تجارب النساء بصورة عامة؛ وليس فقط عن تجربتها الشخصية؛ وأشارت إلى أن روح التمرد النسائي والجرأة؛ كانت واضحة في المجموعة القصصية؛ حيث رصدت الكاتبة كل ما يمكن أن يرهق المرأة مع الرجل.
وأوضحت د. أماني؛ أن القصص تحمل من المآسي والمواقف ما يجعلها فارقةً مُحملةً بالوجع؛ مؤكدة أن الكاتبة تمكنت من خلق عالم خاص لكل قصة؛ وصياغة تعبيرات أسلوبية مميزة؛ وأن التميز الحقيقي يكمن في استخدام الكاتبة لإمكانات وتقنيات رائعة تدل على تمكنها من أدواتها؛ كما أنها قادرة على استخدام تقنية الزمن؛ وأن هدف الكاتبة هو إنشاء كتابة رافضة؛ وليست مثيرة؛ مشيرةً إلى أن من بين قصص المجموعة هناك تسع قصص تحتوي جميعها على طقس "غرائبي" و"فانتازي" وأمور غريبة؛ بينما القصص الأخرى هي قصص واقعية تجسد حالة الرفض للموروثات.
ومن جانبها أوضحت د. رشا الفوال؛ أنها سعيدة بمناقشة المجموعة القصصية؛ لهناء متولي؛ مضيفة أن الورقة البحثية في المجموعة القصصية تطرح تساؤلات محكومة بخطاب التلقي؛ وكيفية استقبال العمل الأدبي؛ وأشارت إلى أن من الملامح الرئيسة البنية الدرامية للمفارقة؛ مضيفة أن الملفت في القصص هو عدم ارتباطها بخيط سردي واحد؛ حيث يوجد راوية عليمة؛ ومعظم القصص مكتوبة بضمير الغائب؛ موضحة أن البنية الدرامية تخلصت من النزعة السردية؛ وتحدثت عن تجارب رائعة.
وأكدت د. رشا؛ أنه لا توجد قصة في المجموعة؛ إلا ونجد فيها إضافة جديدة؛ وأن القصة الأولى تواجه تحديًا لأن العالم المتبعثر هل يمكن كتابته بصيغة متماسكة؟؛ كما لفتت إلى أن عدم ذكر اسم الشخصية في إحدى قصص المجموعة؛ يمكن أن يجعل الشخصية تجسيدًا لأي شخص فينا؛ وأوضحت أن محاكاة الكاتبة لا تعكس الواقع؛ بل تتعامل بمنظور عدم الانفصال عنه.
وأشارت د. رشا؛ إلى أن المقدمة تحفز المتلقي لاستنتاج المعنى؛ وتحفيز القارئ؛ موضحة أنه لا يوجد عمل درامي إلا ويحتوي على صراع؛ وأن بعض القصص تحتوي على المونولوج الذهني؛ والفانتازيا؛ مشيرة إلى أن "تيار الوعي" في المجموعة يمزج بين الواقعية والغرائبية؛ وأن "ويليام جيمس" هو أول من عبر عن مصطلح "تيار الوعي"؛ وأن هناك قصص تم تقسيمها إلى مقاطع مشهدية؛ وأخرى تتلامس مع الكتابة المسرحية؛ مشيرة إلى أن بعض القصص تواجهنا فيها البنية الحكائية من خلال الأجواء الغرائبية المفككة؛ وأوضحت أن الراوية في المجموعة وظيفتها أن تخبر وتفسر وتحلل.
وأكدت د. رشا؛ أن فكرة الزمن تتكون من التواتر الزمني الذي يروي مرة واحدة ما حدث في أحداث كثيرة؛ مشيرة إلى أن الكاتبة استخدمت عملية التسريع السردي؛ واعتمدت على الكتابة بالسرد الذاتي من خلال رصد الصراع والانحرافات السردية؛ مما يختلف عن بناء العبث؛ وأن الكاتبة صنعت زمنًا مبهمًا وأماكن قلقة وشخصيات متغيرة؛ كما أن أهم ملمح هو اعتماد الكاتبة على تقنية "الميتا سرد"؛ وهو نوع من مخاطبة المتلقي في العديد من القصص؛ واستخدمت كتابة الرسائل والبدء من نهاية الأحداث والحكاية داخل الحكاية؛ و"التعليق السردي"؛ وهو من وظائف الراوية العليمة؛ واعتمدت كذلك على "الكولاج السردي"؛ الذي يتمثل في إدخال عناصر من خارج الكتابة الأدبية إلى داخلها.
0 تعليق