توقعات بتباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا.. ما دور ترمب؟

في خطوة قد تُعيد تشكيل مستقبل السيارات الكهربائية في أميركا، بدأت السياسات التنفيذية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تثير القلق داخل القطاع.

وتوقع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن تؤدي قرارات ترمب إلى تباطؤ اعتماد السيارات الكهربائية في البلاد، لينخفض إلى 23% بحلول عام 2030، مقابل توقعات سابقة بلغت 32%، ما يهدّد بتراجع المبيعات.

وحذّر التقرير من تأثيرات قرارات ترمب في سوق السيارات الكهربائية والبطاريات والمواد الخام على صعيدي السوقَيْن المحلية والعالمية، التي قد تمتد آثارها لتطول الدعم الحكومي للمستهلكين وتمويل محطات الشحن، فضلًا عن فرض تعرفات جمركية على واردات المواد الخام الأساسية.

وكان الرئيس الأميركي قد وجّه إدارته لدراسة إلغاء الإعانات والسياسات الداعمة للمركبات الكهربائية، بالإضافة إلى تخفيف اللوائح البيئية وإنهاء بعض تمويلات برامج الطاقة النظيفة التي فرضتها الإدارة السابقة.

كيف تتأثر سوق السيارات الكهربائية في أميركا؟

وفقًا لتقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي، قد يؤدي توقيع ترمب أمرًا تنفيذيًا بعنوان "إطلاق العنان للطاقة الأميركية" إلى إلغاء الحوافز المالية للمستهلكين والشركات، مثل إعفاءات الضرائب التي تصل إلى 7 آلاف و500 دولار لتعزيز شراء السيارات الكهربائية في أميركا.

وتشير توقعات ماكنزي إلى الآتي:

• الإعفاءات المتبقية ستكون مشروطة بمعايير أكثر صرامة فيما يتعلق بمصادر المعادن الحيوية، بهدف تعزيز أمن المعادن.
• تخفيف معايير وكالة حماية البيئة الخاصة بانبعاثات عوادم السيارات، التي تشترط أن تصل نسبة السيارات الكهربائية إلى قرابة 70% بحلول 2032.
• الحد من قدرة ولاية كاليفورنيا على تحديد معاييرها البيئية، ما يعني إلغاء التفويض الخاص بالمركبات الخالية من الانبعاثات، وهو ما يؤثر في 30% من سوق السيارات الخفيفة بالولايات المتحدة.

وفيما يخص محطات الشحن، أصدر ترمب أمرًا تنفيذيًا بوقف جميع الأنشطة المتعلقة ببرامج البنية التحتية الخاصة بشحن السيارات الكهربائية في أميركا لمدة 90 يومًا لحين مراجعتها.

ورغم التحديات، توقع التقرير استمرار نمو نشر محطات الشحن في 2025، لكن وتيرة النمو قد تتباطأ بسبب انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية في أواخر العام، وقد لا تصل إلى 30% كما كان الحال في 2024.

وبحسب ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بنسبة 21%، لتصل إلى 1.7 مليون وحدة، بعد زيادة قدرها 40% في العام السابق.

ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، تطور مبيعات السيارات الكهربائية وتوقعاتها حتى 2027:

تحديات تواجه البطاريات والمواد الخام

توقعات شركة وود ماكنزي تشير إلى أن تقييد الإعفاءات الضريبية الفيدرالية الخاصة بالسيارات الكهربائية في أميركا سيؤدي إلى:

• تراجع الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية.
• الحد من تركيبات الطاقة المتجددة.
• خفض الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء.

وبحسب توقعات الحالة الأساسية، سيرتفع الطلب السنوي على بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الكهرباء في الولايات المتحدة إلى أكثر من 500 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030، لكن السيناريو المتشائم يشير إلى أن الطلب قد يصل إلى نحو 400 غيغاواط/ساعة.

في الوقت ذاته، تعتمد الولايات المتحدة على الصين لتوريد معظم المواد الخام اللازمة لصناعة البطاريات، ومن المتوقع أن تؤدي التعرفة الجمركية المقترحة بنسبة 60% على الواردات من الصين إلى:

• زيادة أسعار خلايا البطاريات بنسبة 29%.
• ارتفاع تكلفة الكاثود بنحو 10 آلاف دولار للطن.

وسيُسهم ذلك في ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تقليص الإعانات الحكومية وتراجع المبيعات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبينما ستكون هذه التعرفات بمثابة عبء إضافي على أسعار السيارات الكهربائية، فقد تفتح المجال أمام الإمدادات المحلية أو الواردة من دول الحلفاء.

بالإضافة إلى ذلك، وعد ترامب بفرض تعرفة على الواردات من كندا والمكسيك بدءًا من 1 فبراير/شباط، لكن التجارة مع كندا تظل الأهم نظرًا إلى أنها تلبي 50% من احتياجات أميركا من النيكل المكرر.

وتوقع التقرير استمرار الواردات رغم التعرفات، ما قد يزيد التكاليف عبر سلاسل التوريد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. توقعات بتراجع تبني السيارات الكهربائية في أميركا من وود ماكنزي.
2. رسم يوضح تطور مبيعات السيارات الكهربائية وتوقعاتها من ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.