وزيرة خارجية ساو تومي تزور العيون

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عقد والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، الجمعة بالعيون، ‏مباحثات ثنائية مع إلزا ماريا دوس سانتوس أمادو فاز، وزيرة الدولة في الشؤون الخارجية والتعاون والمجتمعات لجمهورية ساوتومي وبرينسيب، تم خلالها الوقوف على سبل تعزيز التعاون جنوب- جنوب، التي تندرج في إطار رؤية الملك محمد السادس لفائدة القارة الإفريقية.

وأعرب والي العيون عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية المتينة القائمة بين البلدين، مؤكدا حرص المملكة المغربية على تطوير وتنمية العلاقات مع جمهورية ساوتومي وبرنسيب الديمقراطية في كل ما من شأنه تحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة، لافتا إلى أن “افتتاح القنصلية العامة لساوتومي وبرنسيب بالعيون في يناير 2020 يعد التفاتة سياسية ودبلوماسية مهمة تعزز مغربية الصحراء بالقانون والتاريخ، وبإرادة ساكنتها ودعم المنتظم الدولي وأصدقاء المغرب”.

وعن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، أشاد بكرات بالجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، وجمهورية ساوتومي وبرينسيب الديمقراطية، بقيادة الرئيس كارلوس مانويل فيلا نوفا لفائدة السلم والتنمية بالقارة الإفريقية.

وفي خضم المباحثات سلط بكرات الضوء على المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي تزخر بها جهة العيون الساقية الحمراء، التي تتطلع إلى أن تكون قطبا اقتصاديا رائدا على الصعيد الوطني، ومنصة محورية للمبادلات التجارية بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، بفضل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015.

كما ركز المسؤول الأول بجهة العيون الساقية الحمراء خلال هذا اللقاء على العرض المتنوع الذي يوفره التعليم العالي والتكوين المهني بالجهة، مستشهدا بمدينة المهن والكفاءات ومختلف المعاهد التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، إلى جانب كلية الطب والصيدلة بالعيون، ومؤكدا استعداد الجهة لاستقبال طلبة جمهورية ساوتومي وبرنسيب الراغبين في استكمال دراستهم بالعيون.

وفي معرض حديثه عن التنمية، أكد بكرات أن مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، باتت تصنف من أفضل ثلاث مدن بالمملكة، مضيفا أن “المغرب، منذ استرجاع الأقاليم الجنوبية للحاضرة المغربية سنة 1975، بدأ في بذل جهود كبيرة على مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية، وكذلك في تطوير البنية التحتية”.

وفي سياق المحادثات، عبّرت وزيرة خارجية جمهورية ساوتومي وبرنسيب عن سعادتها بزيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتقديرها لحسن الاستقبال الذي خصّها به والي جهة العيون الساقية الحمراء، مؤكدة استعدادها “للتعريف بمقومات المنطقة وتهيئة خطط الانفتاح على التجربة المغربية من خلال تعزيز العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي ودعم فرص الاستثمار بالمنطقة”.

وأوضحت فاز أن زيارتها مدينة العيون تدخل في إطار تعزيز الدينامية التي تشهدها العلاقات المغربية – الساوتومية، والتي تكرست من خلال توقيع خارطة طريق جديدة للتعاون للفترة 2025-2027، عقب اجتماعها أمس بالرباط بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

وسجلت مسؤولة الخارجية أن “هذه الزيارة تشكل مناسبة لتجديد التأكيد على موقف ساوتومي وبرينسيب الداعم للوحدة الترابية للمملكة، وكذا استكشاف فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري بالأقاليم الجنوبية، بما يعزز الشراكة الثنائية في مجالات ذات أولوية، انسجاما مع الرؤية الملكية لتعزيز التعاون الإفريقي البيني القائم على التضامن والتنمية المشتركة”.

وفي السياق ذاته، عقدت وزيرة خارجية جمهورية ساوتومي وبرنسيب مباحثات ثنائية مع مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس الجماعة الترابية لمدينة العيون، الذي أثنى بدوره على زيارة الدبلوماسية الإفريقية والوفد المرافق لها، الذي يضم ماريا ميلاجري دي بينا ديلجادو، القنصل العام لجمهورية ساو تومي وبرنسيب بالعيون.

وأبرز ولد الرشيد، خلال اللقاء الذي احتضنه مقر القصر البلدي بالعيون، الأهمية التي تكتسيها هذه الزيارة في ظل الزخم الذي تشهده العلاقات المغربية وجمهورية ساوتومي وبرنسيب، التي عرفت بحسبه “نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة”، مثمنا باسم ساكنة العيون “الموقف الداعم للوحدة الترابية للمملكة ولسيادتها على أقاليمها الجنوبية ولمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، باعتبارها الحل الوحيد الكفيل بتسوية هذا النزاع المفتعل”.

وخلال الاجتماع، قدم رئيس المجلس الجماعي للعيون نبذة شاملة عن تاريخ المنطقة وارتباطها بالمملكة المغربية، وتشبث سكانها بالبيعة التي ورثوها عن أجدادهم للعرش العلوي، معرجا على أهم المحطات التي عرفها النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، والجهود التي يبذلها المغرب لحل هذا المشكل. كما استعرض الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة لتحقيق تنمية شاملة في هذه الأقاليم بفضل العناية الملكية الخاصة لهذه الربوع وساكنتها.

وفي هذا الصدد، قالت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون لساو تومي وبرينسيب إن بلادها حددت منذ عام 2020 موقفها، وأعادت التأكيد على أن الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية، لافتة إلى أن “هذا الموقف ثابت وتم تجسيده من خلال افتتاح قنصلية عامة لنا بالعيون وتسمية مؤخرا زميلتي ماريا ميلاجري دي بينا ديلجادو قنصلا عاما بالعيون”.

وأضافت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تمثيل دولة ساوتومي وبرينسيب بالعيون تأكيد على التزامنا الكامل بالوقوف إلى جانب المملكة المغربية في دعم جميع المبادرات التي تضمن تكامل المنطقة”، مشيرة إلى أن بلادها “تؤيد مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، باعتبارها حلا عمليا لإنهاء النزاع، وسبيلا لبسط التكامل الإقليمي”.

وتابعت قائلة: “زيارة هذه الأقاليم أتاحت لنا الفرصة لزيارة المركز الجهوي للاستثمار، الذي يعكس في الواقع تجسيد الرؤية الاستراتيجية الملكية، التي تم تنفيذها بحكمة كبيرة وبطريقة متوازنة في جميع القطاعات، بما في ذلك البنية التحتية”، مبرزة أن “التعليم والاقتصاد الأزرق عرفا تحولات كبيرة في المنطقة، وهو ما يفتح الباب على إمكانية تطوير التعاون المباشر، وتحويل هذه العلاقة الجيدة إلى فائدة مباشرة لشعبينا الشقيقين”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق