رعب في بريطانيا.. مخاوف من حرب تجارية مع أمريكا بعد التقارب الأوروبي

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاثنين 03 فبراير 2025 | 12:43 صباحاً

العقارية

تسود حالة من التخوفات في بريطانيا جراء التقارب بين لندن وبروكسيل عقب تهديدات صريحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية عقابية على الاتحاد الأوروبي، إذ أطلقت تحذيرات بارزة لرئيس الوزراء كير ستارمر من مخاطر الانجراف نحو تعميق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في هذا التوقيت الحساس، حسبما ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية

المشهد التجاري العالمي المتوتر

في تطور يعكس تصاعد التوترات في العلاقات التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته "المطلقة" في فرض رسوم جمركية عقابية على الاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بـ"معاملة الولايات المتحدة بشكل سيء للغاية".

وقد بدأت الإدارة الأمريكية بالفعل في تنفيذ سياسة تجارية متشددة، حيث فرضت تعريفات جمركية بنسبة 25% على البضائع القادمة من كندا والمكسيك، و10% على الواردات الصينية.

وتشير التقديرات، وفقًا لمصادر حكومية بريطانية تحدثت للتليجراف، إلى أن التعريفات الجمركية الأمريكية المحتملة قد تكلف الصناعات البريطانية ما يقدر بنحو 2.5 مليار جنيه إسترليني سنوياً، وهو ما يمثل ضربة قوية للاقتصاد البريطاني في وقت يواجه فيه تحديات متعددة.

يكتسب موقف بريطانيا أهمية استثنائية، حيث تجد نفسها في موقف دقيق بين الحفاظ على علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة من جهة، والرغبة في تعزيز الروابط الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.

وقد عبرت كيمي بادينوك، زعيمة حزب المحافظين، عن هذه المعضلة بشكل صريح، محذرة من أن محاولات "التقارب المفرط" مع الاتحاد الأوروبي قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية وخيمة على بريطانيا.

التحديات الاقتصادية والإستراتيجية

تكشف المعطيات الحالية عن تعقيد المشهد الاقتصادي البريطاني في ظل هذه التطورات، فبينما تستعد الحكومة البريطانية لوضع خطط طارئة تتضمن فرض رسوم مضادة على البضائع الأمريكية، يحذر خبراء اقتصاديون من أن تأثير النزاع التجاري العالمي قد يتجاوز التداعيات المباشرة للتعريفات الجمركية.

ووفقاً لتحليلات اقتصادية نقلتها التليجراف، فإن فرض التعريفات الجمركية قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما سيؤثر بدوره على قرارات بنك إنجلترا وتكاليف الاقتراض في بريطانيا.

وفي تحليل عميق للوضع، يشير اللورد فروست، كبير مفاوضي البريكست السابق، إلى أن "بريطانيا تمتلك بالفعل اتفاقية تجارة حرة جيدة مع الاتحاد الأوروبي"، محذراً من أن "خطط ستارمر الضعيفة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي تحمل مخاطر حقيقية لبريطانيا بسبب خطر التعريفات الأمريكية المرتبطة بها".

وتكتسب هذه التحذيرات أهمية خاصة في ضوء الضغوط التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على بريطانيا للانضمام إلى برامجه الدفاعية وتبني قواعده مقابل تسهيل الفحوصات الحدودية على المواد الغذائية.

العلاقات السياسية المعقدة

تضيف الصحيفة بعدًا آخر للمشهد من خلال تسليط الضوء على التوترات المتزايدة في العلاقات السياسية بين إدارة ترامب والحكومة البريطانية، إذ أثارت قضية اتفاقية تشاجوس، التي تعارضها المؤسسة الجمهورية بشدة، توتراً ملحوظاً في العلاقات الثنائية.

كما أن قيام نشطاء من حزب العمال بالسفر إلى الولايات المتحدة خلال الانتخابات للمشاركة في حملة كامالا هاريس، أضاف المزيد من التوتر للعلاقات بين الطرفين.

وفي هذا السياق، برز دور نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني والصديق الشخصي للرئيس ترامب، الذي أكد أن بريطانيا يمكنها تجنب التعريفات الجمركية التي تتجه نحو الاتحاد الأوروبي، لكنه حذر من أن استمرار داونينج ستريت في المضي قدماً في التنازل عن جزر تشاغوس سيقوض أي آمال في تحقيق ذلك.

البعد الدفاعي والأمني

يكتسب البعد الدفاعي والأمني أهمية متزايدة في هذا المشهد المعقد، فوفقاً لمصادر حكومية تحدثت للتليجراف، فإن مناقشات رئيس الوزراء ستارمر مع قادة الاتحاد الأوروبي ستركز بشكل أساسي على تعزيز التعاون الدفاعي.

ومن المتوقع أن يؤكد ستارمر على ضرورة استمرار الضغط على روسيا، خاصة في ظل تقارير عن مناقشات داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة فتح خطوط الأنابيب الروسية.

وتزداد أهمية هذا الموقف في ظل مطالبة ترامب لأعضاء حلف الناتو بزيادة إنفاقهم العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق