رحّب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، بالتصريحات الصادرة عن القيادة السورية المؤقتة بشأن أسس بناء الدولة السورية الجديدة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة يجب أن تشمل جميع السوريين دون استثناء، وأن نجاح الانتقال السياسي في سوريا أمر لا يمكن أن يفشل.

وفي بيان صادر عن مكتبه، قال بيدرسون إنه كان في سوريا خلال الأسابيع الماضية، حيث أجرى اجتماعات مكثفة مع السلطات المؤقتة، والتقى بمجموعة متنوعة من السوريين من جميع أنحاء البلاد، لمتابعة التطورات السياسية والميدانية عن كثب.

وأشار إلى أنه استمع إلى رؤى وأفكار السوريين حول مستقبل بلادهم، وعبر عن امتنانه للحوار المفتوح والبنّاء الذي دار بينه وبين جميع الفئات السورية التي التقى بها.

بيدرسون: السوريون متفقون على ضرورة نجاح الانتقال السياسي

خلال لقاءاته المتعددة في سوريا، أكد بيدرسون أنه تأثر بشدة بإجماع السوريين حول ضرورة تحقيق انتقال سياسي ناجح، حيث لمس قناعة مشتركة بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مستقر لسوريا.
 

وقال المبعوث الأممي:

"ما سمعته من السوريين في مختلف المناطق هو التزام واضح بضرورة حماية جميع المواطنين السوريين، وإشراك الجميع في صياغة مستقبل البلاد، وهذا ما يشكل حجر الزاوية في أي حل سياسي مستدام."

وأضاف أن نجاح المرحلة الانتقالية يعتمد على التزام جميع الأطراف بتقديم ضمانات حقيقية لحماية حقوق المواطنين، وتعزيز الشفافية والعدالة والمشاركة السياسية الواسعة، بما يحقق إجماعًا وطنيًا شاملًا.

التأكيد على بناء دولة شاملة لجميع السوريين

رحّب بيدرسون بالتعهدات التي قدمتها القيادة السورية المؤقتة، والتي أكدت بشكل واضح أن "سوريا الجديدة ستكون لجميع السوريين، بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو الطائفية أو العرقية".

وقال البيان:

"لقد استمعت إلى تأكيدات متكررة من السلطات المؤقتة بأن سوريا المستقبلية ستكون قائمة على أسس ديمقراطية شاملة وموثوقة، وأن جميع الخطوات المقبلة ستكون بقيادة سورية خالصة، مع تعاون وثيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي."

وأكد المبعوث الأممي أنه يُقدّر الالتزام الذي أبدته القيادة المؤقتة بالتشاور المستمر مع الأمم المتحدة بشأن جميع خطوات المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس رغبة حقيقية في تحقيق عملية انتقال سياسي ناجحة تحظى بدعم دولي واسع.

الأمم المتحدة تتابع عن كثب التطورات السياسية والميدانية في سوريا

أكد البيان الصادر عن مكتب بيدرسون أن الأمم المتحدة ستواصل مراقبة التطورات السياسية والأمنية في سوريا بشكل مستمر، وستعمل على تقديم المشورة والدعم لضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة وعادلة.

وأضاف أن المبعوث الأممي سيواصل تقديم تقارير دورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لمتابعة التقدم المحرز في العملية السياسية، كما أنه سيشارك في عدد من اللقاءات الدولية خلال الفترة المقبلة لمناقشة الملف السوري مع الجهات المعنية.

وأشار البيان إلى أن بيدرسون سيعود إلى دمشق قريبًا لمواصلة العمل مع السلطات المؤقتة، والتأكد من أن العملية السياسية تسير وفق المعايير الدولية المتفق عليها.