أوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، التشبيه العجيب الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا"، لافتا إلى أن هذه الآية تحمل في طياتها درسًا عظيمًا عن العلم والتعلم والانتفاع بالعلم.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن التشبيه بالحمار الذي يحمل كتبًا هو تشبيه غريب جدًا، لأنه ليس من المعتاد أن نرى حمارًا يحمل أسفارًا أو كتبًا علمية ضخمة، فالحمار بطبيعته يحمل أثقالًا من الطين أو الزروع، ولكن ليس من الطبيعي أن يحمل الكتب التي تحتوي على العلم والمعرفة، وحين حمل هذا الحمار هذه الأسفار، لم يكن ليفهم أو ينتفع بها، وهو ما ينطبق على الذين تعلموا العلم ولم يعملوا به.
وأضاف أن المقصود بالآية ليس فقط اليهود الذين حملوا التوراة، بل كل من حصل على العلم ولم يعمل به، سواء كان ذلك في الدين أو في أي مجال آخر، لافتا إلى أن العالم الذي يتعلم ويكتسب المعرفة ولكنه لا يعمل بها، يشبه هذا الحمار الذي يحمل كتبًا ثم لا يستفيد منها.
وتابع: "العلم لا قيمة له إذا لم يُطبق ويُنتفع به، فقد يتعلم الإنسان سنوات طويلة، ولكن إذا لم يعمل بعلمه ويُفيد به الآخرين، فسيظل علمه بلا جدوى، مثل الحمار الذي حمل الكتب ولم يفقه شيئًا منها".
وأشار أيضًا إلى أن هذا التشبيه العجيب ليس فقط للتحذير من هدر العلم، بل هو دعوة للاستفادة من العلم والعمل به، مشددًا على ضرورة أن يكون العالم منتفعًا بعلمه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من أن أول من يُسعر بهم جهنم يوم القيامة هو من تعلم العلم ولم يعمل به.
0 تعليق