سجلت العقود الآجلة للقمح في بورصة «يورونكست» أعلى مستوى لها في شهر، مدعومة بمؤشرات على تباطؤ الصادرات الروسية، التي تُعد المنافس الرئيسي في السوق العالمية، كما أسهم تراجع اليورو في دعم الأسعار الأوروبية، رغم أن الانخفاض في بورصة شيكاغو وضعف الطلب العالمي حدا من المكاسب.
وارتفع عقد القمح لشهر مارس في «يورونكست» بنسبة 0.4% ليصل إلى 235.75 يورو (243.13 دولارًا) للطن المتري بحلول الساعة 16:33 بتوقيت جرينتش، بعدما بلغ في وقت سابق 237.75 يورو، وهو أعلى مستوى له منذ 3 يناير.
قيود التصدير الروسية
تبنت الحكومة الروسية قيوداً صارمة على صادرات القمح للفترة الممتدة من 15 فبراير إلى 30 يونيو، ما أدى إلى تباطؤ وتيرة الشحنات بعد تسجيلها مستوى قياسياً في النصف الأول من الموسم.
وقال أحد المتداولين في العقود الآجلة إن هذه القيود تجعل العروض الروسية أقل تنافسية، ما يدعم الأسعار الأوروبية.
وتواصلت مكاسب القمح الروسي الأسبوع الماضي، ما عزز فرص التصدير للاتحاد الأوروبي. وعلق أحد التجار الألمان قائلاً إن إقرار حصص التصدير الروسية وارتفاع الأسعار هناك يدعمان مبيعات القمح الأوروبي، إذ تمنح هذه الإجراءات الحكومة الروسية أداة إضافية لكبح الصادرات.
مخاوف الطقس
تسعى موسكو إلى خفض صادرات القمح عبر فرض ضرائب ورسوم إضافية، إلى جانب تحديد حد أدنى لأسعار التصدير، في محاولة لكبح أسعار الدقيق والخبز محلياً. ورغم العوامل الداعمة للأسعار، لا يزال الطلب العالمي ضعيفاً، مع غياب مناقصات الشراء الكبرى.
كما يراقب المتعاملون تطورات المحاصيل الروسية، إذ أثارت بيانات ضعف النمو المبكر للقمح بعض المخاوف، رغم أن موجة البرد الحالية المصحوبة بالثلوج قد توفر الرطوبة اللازمة وتحمي المحاصيل من أضرار الصقيع.
وفي سياق آخر، يتابع المستثمرون المستجدات بشأن التعريفات الجمركية الأميركية، إذ يوشك الرئيس الأميركي دونالد ترامب على فرض رسوم جديدة على واردات الصلب والألمنيوم. وقد تلقت أسواق الحبوب بعض الدعم الأسبوع الماضي بعد أن اتضح أن قرارات ترامب الأولية لم تؤدِ إلى اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق.
0 تعليق