أدخلت أوكرانيا لأول مرة الروبوتات إلى ساحات القتال ضد القوات الروسية، حيث استخدمت آلات قتالية مجهزة بأسلحة متقدمة وموجهة عن بعد، لتنفذ مهام عسكرية تقلل من الخسائر البشرية.
وتُمثل هذه التجربة تحولا كبيرا في أساليب الحرب التقليدية، إذ تقوم الروبوتات بتنفيذ تفجيرات وإطلاق نيران كثيفة على أهداف محددة، مع تجنب الإصابات التي قد تُصيب الجنود في مثل هذه العمليات.
تفاصيل معركة الروبوتات
شهدت منطقة خاركيف في أوكرانيا استخدام أكثر من خمسة روبوتات مدرعة في هجوم على موقع مشاة روسي، حيث تحركت هذه الآلات في تشكيل قتالي محكم، تتناوب على إطلاق النار وتتفادى الهجمات المعادية.
وصف شهود عيان المشهد بأنه أشبه بأفلام الخيال العلمي، حيث رصدت الطائرات المسيّرة المشهد وأظهرت القدرة الفائقة لهذه الروبوتات على التحرك والتعامل مع التضاريس الصعبة.
قيادة بشرية ومراقبة دقيقة
قاد جنود من “فصيلة الروبوتات البرية” التابعة للواء الحرس الوطني الأوكراني 13 “خارتيا” هذه الروبوتات عن بُعد باستخدام أنظمة تحكم متطورة. وعلى بُعد كيلومترات، تابع القادة العسكريون سير العملية عبر بث فيديو مباشر من الطائرات المسيّرة. ورغم أن الذكاء الاصطناعي يحدد الأهداف ويدير الهجمات، فإن قرار إطلاق النار ما زال بيد البشر لضمان دقة التنفيذ وتقليل الأخطاء.
تحديات لوجستية تواجه الروبوتات
لم تخلُ التجربة من بعض المشكلات التقنية. إذ تعاني الروبوتات من صعوبة الحركة على التضاريس غير المستوية، كما يواجه الجنود مشكلة تداخل إشارات الراديو بين الأنظمة المختلفة، إضافة إلى التشويش الذي تمارسه القوات الروسية. وفي الوقت نفسه، تسعى شركات التكنولوجيا الأوكرانية إلى تطوير أنظمة جديدة تتغلب على هذه التحديات، مثل استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لتحسين الاتصال وخفض معدلات التداخل.
دور الشركات الأوكرانية في التطوير
يقوم مصنع “ليغيت” في كييف بتصميم منصات روبوتية من الجيل الجديد لتلبية احتياجات ساحة المعركة. وتشمل الابتكارات تجهيز الروبوتات بأسلحة أكثر تطورًا، مثل قاذفات القنابل المضادة للدبابات. وقد نجحت هذه الروبوتات في تنفيذ عمليات كبيرة، مثل تدمير مبانٍ مليئة بالجنود الروس.
رؤية مستقبلية لجيش الروبوتات
أكد أولكسندر كاميشين، المستشار المقرب من الرئيس زيلينسكي، أن أوكرانيا تعمل على بناء جيش من الروبوتات يمكن نشره بحلول نهاية العام الجاري. ويرى المسؤولون الأوكرانيون أن هذا التطور سيغير قواعد الحرب التقليدية، حيث تسعى الدولة إلى تسريع التطور التكنولوجي لتقليل الاعتماد على الجنود البشريين، وتجنب وقوع معداتها في أيدي الروس.
تطور جديد في أساليب الحرب
تمثل تجربة أوكرانيا مع الروبوتات بداية عصر جديد في الحروب، حيث أثبتت هذه الآلات قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة وفعالة، مع تقليل المخاطر البشرية. وبينما تسعى الدول الكبرى لمراقبة هذه التطورات، فإن الأوكرانيين يثبتون ريادتهم في استخدام الأنظمة العسكرية المتطورة، مما يمهد الطريق لمستقبل تتصدر فيه الروبوتات ساحة المعركة.
0 تعليق